الرئيسية / مال وأعمال / عاجل: صدمة أسعار العملات اليوم - الدولار بـ 1632 في عدن مقابل 522 في صنعاء... الفارق الجنوني!
عاجل: صدمة أسعار العملات اليوم - الدولار بـ 1632 في عدن مقابل 522 في صنعاء... الفارق الجنوني!

عاجل: صدمة أسعار العملات اليوم - الدولار بـ 1632 في عدن مقابل 522 في صنعاء... الفارق الجنوني!

نشر: verified icon مروان الظفاري 20 ديسمبر 2025 الساعة 09:00 صباحاً

في مشهد مأساوي يهز الضمير الإنساني، سجلت العملة اليمنية اليوم انهياراً تاريخياً مدمراً بفارق صاعق يبلغ 1095 ريال يمني بين سعر الدولار الواحد في الشمال والجنوب. هذه الكارثة النقدية تعني أن المواطن اليمني يعيش في بلدين مختلفين اقتصادياً، حيث يساوي الدولار 522 ريالاً في صنعاء مقابل 1632 ريالاً في عدن - فجوة تتجاوز 212% في نفس اليوم والبلد الواحد!

"نعيش كارثة اقتصادية حقيقية، والمواطن هو الضحية الأولى"، هكذا علق د. عبدالله الخبير الاقتصادي على هذا الانهيار المدوي الذي يدمر حياة الملايين. أم محمد، الموظفة المتقاعدة من عدن، تروي مأساتها: "راتبي التقاعدي لا يكفي لشراء كيس دقيق واحد، كأننا نحمل أوراقاً ملونة لا قيمة لها". المشهد المؤلم يتكرر في طوابير الصرافة حيث تسمع همهمات الغضب وأصوات الجدال الحاد، بينما تحمل العائلات أكياساً بلاستيكية مليئة بأوراق نقدية متآكلة لا تكاد تشتري شيئاً.

الأزمة الحالية، الأسوأ منذ الوحدة اليمنية عام 1990، تجد جذورها في تداعيات الحرب المدمرة وتقسيم المؤسسات النقدية منذ 2016. نقص العملة الصعبة وتوقف صادرات النفط، إضافة لتعدد السلطات النقدية، خلقت واقعاً اقتصادياً منقسماً يشبه دولتين منفصلتين. الخبراء يحذرون من انهيار اقتصادي شامل خلال الأشهر القادمة، مشبهين الوضع بأنه "أسرع من انهيار برج، والتعافي أبطأ من نمو الشجرة". المقارنات الدولية تُظهر أن هذا الانهيار أسوأ من أزمة الليرة التركية 2018 وأزمة فنزويلا الحالية.

التأثير المدمر يضرب الحياة اليومية للمواطنين بلا رحمة، حيث أصبح شراء الضروريات الأساسية مهمة مستحيلة للملايين. سالم العامل يواجه معضلة قاسية: "أرسل 100 دولار لأسرتي، لكن قيمتها تختلف تماماً حسب منطقة الاستلام - كأنني أرسل عملات مختلفة". النتائج المتوقعة مرعبة: موجة جوع واسعة، إغلاق المؤسسات التعليمية والصحية، وهجرة جماعية للعمالة الماهرة. بينما يستفيد المضاربون من هذه الفوضى، تغرق عائلات بأكملها في دوامة الفقر والحرمان، والأطفال يتركون مدارسهم للعمل في سن مبكرة.

هذا الانهيار النقدي التاريخي لا يهدد اليمن وحده، بل يضع المنطقة أمام مخاطر موجات لجوء جديدة وانهيار اجتماعي شامل. الحل يكمن في التدخل الدولي العاجل لإعادة توحيد النظام النقدي وضخ عملة صعبة قبل فوات الأوان. السؤال المصيري يطرح نفسه: هل سينتظر العالم حتى ينهار آخر ما تبقى من اقتصاد اليمن، أم سيتحرك قبل أن تصبح المأساة كارثة إنسانية لا يمكن إصلاحها؟

شارك الخبر