الرئيسية / مال وأعمال / صادم: اليمن يتفوق على سوريا والسودان ويحتل المرتبة 3 عالمياً في مؤشر البؤس الاقتصادي!
صادم: اليمن يتفوق على سوريا والسودان ويحتل المرتبة 3 عالمياً في مؤشر البؤس الاقتصادي!

صادم: اليمن يتفوق على سوريا والسودان ويحتل المرتبة 3 عالمياً في مؤشر البؤس الاقتصادي!

نشر: verified icon مروان الظفاري 21 ديسمبر 2025 الساعة 01:30 صباحاً

في تطور صادم هز الضمير العالمي، كشفت بيانات دولية مرعبة أن 28 مليون يمني يعيشون اليوم في المركز الثالث عالمياً للبؤس الاقتصادي، متفوقين في المعاناة حتى على سوريا والسودان المدمرتين بالحروب. هذا التصنيف المأساوي وضع اليمن كأرض عربية الأكثر كارثية اقتصادياً من بين 190+ دولة في العالم، في مؤشر يعكس حجم المأساة التي يعيشها شعب بأكمله. كل يوم تأخير في الحل يعني غرق مليون يمني إضافي في براثن الفقر المدقع، والسؤال المؤلم: إلى متى يمكن لشعب أن يصمد في مواجهة هذا الجحيم الاقتصادي؟

كشفت منصة التحليلات الاقتصادية الدولية Statisense عن هذا التصنيف المرعب، حيث جاء اليمن في المركز الثالث عالمياً بعد زيمبابوي وجنوب أفريقيا فقط، وفقاً لمؤشر أوكن المعدل الذي يقيس المعاناة الاقتصادية. "الواقع الميداني قد يكون أكثر قسوة مما تظهره الأرقام"، يحذر المحللون الاقتصاديون، مشيرين إلى تراجع حاد في القدرة الشرائية وتلاشي فرص الدخل المستدام. أحمد المحمودي، 45 عاماً وأب لخمسة أطفال من صنعاء، يروي مأساته: "فقدت وظيفتي كمعلم وأصبحت غير قادر على توفير الخبز لأطفالي، نعيش على وجبة واحدة في اليوم إن توفرت."

سنوات من الحرب المدمرة التي شنتها مليشيا الحوثي حولت اليمن إلى أرض محروقة اقتصادياً، حيث توقفت تصادرات النفط وانقسمت المؤسسات المالية. أرجع الخبراء هذا الانهيار إلى شلل القطاعات الإنتاجية والارتفاع الجنوني في أسعار السلع الأساسية، مما جعل البلاد تعيش "انكماشاً معيشياً" غير مسبوق. "الاقتصاد اليمني كمريض في غيبوبة، والحرب هي السبب في منع وصول الأكسجين"، يشرح د. محمد الشامي، أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، محذراً من أن "الوضع كارثي ويحتاج تدخلاً دولياً عاجلاً".

في الأسواق اليمنية، تتصاعد صرخات الباعة برفع الأسعار يومياً، بينما تنتشر مشاهد أطفال يبحثون في القمامة عن بقايا الطعام. فاطمة السالمي، 35 عاماً من عدن، تصف معاناتها: "أسعار الطعام ترتفع كل يوم ولم نعد نقدر على شراء الخبز، أشم رائحته من المخبز ولكنني لا أملك ثمنه." التقرير نبه إلى أن غياب الحلول السياسية الشاملة وضعف الاستقرار النقدي يهددان باستمرار اليمن في صدارة هذه القائمة المؤلمة، مع توقعات بموجات نزوح جماعية وانهيار اجتماعي واسع إذا لم تتوقف الحرب فوراً.

رغم هذه المأساة المروعة، تبقى فرص إعادة الإعمار الضخمة في انتظار توقف الحرب واستقرار الأوضاع. د. سارة العبدلي، الخبيرة الاقتصادية اليمنية في المنفى، تعمل بلا كلل على تطوير حلول لإعادة تأهيل الاقتصاد المدمر، مؤكدة أن "اليمن يمتلك موارد طبيعية هائلة قادرة على النهوض من جديد." لكن السؤال المصيري يبقى معلقاً في الهواء: كم من الوقت يمكن لشعب بأكمله أن يصمد في مواجهة هذا البؤس المدمر؟ وما هو الثمن الذي ستدفعه المنطقة بأكملها إذا انهار اليمن نهائياً؟

شارك الخبر