في كشف صاعق هز عالم التجارة الإلكترونية، فضحت منظمة غرينبيس البيئية شركة شي إن الصينية بعد اكتشاف مواد كيميائية محظورة في ملابسها، رغم إجراء أكثر من مليوني اختبار للجودة. الفستان الذي يبدو بريئاً بـ15 درهماً قد يحمل مواد أخطر من المبيدات الحشرية، في فضيحة تهدد صحة ملايين المتسوقين حول العالم. في كل ثانية، يطلب 11 شخص ملابس من شي إن - كم منها ملوث بالسموم؟
تفاصيل مرعبة كشفها تقرير غرينبيس الصادر في 20 نوفمبر، حيث تجاوزت المواد الكيميائية المكتشفة أخطر المعايير الأوروبية المعروفة بصرامتها. "سارة أحمد، أم لطفلين، اكتشفت طفحاً جلدياً غريباً على ابنتها بعد ارتداء فستان من شي إن"، تروي بقلق: "شعرت بالذعر عندما ربطت الطبيبة الطفح بالملابس الجديدة". رغم استبعاد 260 مورداً من آلاف الموردين - أقل من 10% - مما يثير الشك في فعالية المراقبة الحقيقية.
هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الصناعة الصينية أزمة ثقة. مثل فضيحة الحليب الملوث في الصين 2008، تعيد شي إن سيناريو إهمال سلامة المستهلك في السعي وراء الأرباح السريعة. د. فاطمة الزهراني، استشارية الأمراض الجلدية، تحذر: "ضغط التكاليف في صناعة الأزياء السريعة يأتي على حساب سلامة المستهلك، والنتائج قد تكون كارثية على البشرة الحساسة". الخبراء يتوقعون تشديد الرقابة الدولية وضرورة إصلاح شامل لنظام الجودة.
التأثير على الحياة اليومية بدأ فوراً - انخفاض حاد في طلبات شي إن وبداية حملات مقاطعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أحمد محمود، موظف مختبر سابق في أحد موردي شي إن، يكشف: "كانت هناك ضغوط مستمرة لتجاهل نتائج الفحوصات السلبية لتلبية مواعيد التسليم". المتسوقون يواجهون الآن تساؤلات مؤرقة: شراء ملابس من شي إن أصبح مثل لعبة الروليت الروسية - لا تعرف ما الذي ستحصل عليه. الحل؟ فحص دقيق للملابس قبل الارتداء، تفضيل العلامات التجارية المعتمدة، وقراءة مراجعات المنتجات بعناية.
بينما تتعهد شي إن بسحب المنتجات المشبوهة وتحقيقات داخلية، تبقى الحقيقة الصادمة: فشل مليونا اختبار في ضمان الأمان، مما يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل ثقافة الأزياء السريعة. ضرورة تغيير جذري في أولويات الصناعة باتت حتمية، والخيار أمام المستهلكين واضح: دعم البدائل الآمنة ومطالبة الشركات بالشفافية الكاملة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستستمر في المقامرة بصحتك من أجل أسعار منخفضة؟