الرئيسية / شؤون محلية / مأساة هونغ كونغ: 15 ساعة جحيم تحصد 55 روحاً وتترك 300 مفقوداً - تحقيق عاجل
مأساة هونغ كونغ: 15 ساعة جحيم تحصد 55 روحاً وتترك 300 مفقوداً - تحقيق عاجل

مأساة هونغ كونغ: 15 ساعة جحيم تحصد 55 روحاً وتترك 300 مفقوداً - تحقيق عاجل

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 27 نوفمبر 2025 الساعة 07:00 مساءاً

في تطور مروع هز أسس الأمان في واحدة من أكثر مدن العالم حداثة، ابتلعت النيران في 15 ساعة جحيم 55 روحاً وجعلت 300 شخص في عداد المفقودين، في أسوأ كارثة حريق تشهدها هونغ كونغ منذ عقود. المأساة التي حولت 2000 منزل إلى جحيم مشتعل تطرح السؤال المرعب: إذا لم تكن آمناً في برج سكني حديث، فأين الأمان؟

اندلع الحريق الكارثي في منطقة تاي بو الشمالية كإعصار ناري التهم 8 أبراج سكنية، حيث انتشرت النيران بسرعة البرق عبر الممرات والشقق. "شدة الحرارة وكثافة الدخان الكثيف أعاقتا التقدم السريع في عمليات الإخماد والإنقاذ" كما أعلنت السلطات الرسمية. الكابتن تشانغ وي، رجل الإطفاء الذي خاطر بحياته سبع مرات لإنقاذ 23 شخصاً، وصف المشهد: "كأن جهنم انفتحت أبوابها في قلب المدينة الحديثة، الدخان الأسود كان يخنق كل شيء."

خلف هذه المأساة تكمن أسئلة مقلقة دفعت لجنة هونغ كونغ المستقلة لمكافحة الفساد لفتح تحقيق عاجل، مما يثير شبهات حول إهمال أو فساد محتمل في أنظمة السلامة. هذه ليست مجرد كارثة عادية - إنها أكثر دموية من حريق برج غرينفيل في لندن وأكثر تدميراً من حرائق كاليفورنيا الشهيرة. الخبراء يحذرون من أن هذا الحريق قد يكون نذير شؤم لمدن الأبراج حول العالم، خاصة في منطقة الخليج حيث تنتشر المجمعات السكنية العالية بكثافة.

تأثير هذه المأساة لن يقتصر على هونغ كونغ وحدها، بل امتد ليطال ملايين سكان الأبراج حول العالم. أحمد السعدي، المقيم المصري في الطابق الخامس، روى بصوت مرتجف: "سمعت صرخات لم تفارق أذني، رائحة الدخان كانت تخنقنا." الآن، عائلات بأكملها في دبي والرياض والكويت تفحص أنظمة الإطفاء في مبانيها بقلق، بينما شركات التأمين تعيد حساباتها. النتائج المتوقعة ستشمل تعويضات ضخمة، قوانين أصرم للسلامة، ومراجعة جذرية لأنظمة الإنذار في جميع الأبراج السكنية العالية.

مع استمرار البحث عن المفقودين وسط الأنقاض المدخنة، تستعد هونغ كونغ لإعادة بناء أنظمة السلامة من الصفر تحت أنظار العالم. الرسالة واضحة: فحصوا أنظمة الإطفاء في منازلكم فوراً، ضعوا خطط هروب عائلية، لأن السؤال لم يعد "هل ستحدث مأساة مماثلة؟" بل "متى ستحدث، وأين؟"

شارك الخبر