الرئيسية / مال وأعمال / صادم: الريال اليمني ينهار بفارق 300%... أسعار جنونية تضرب عدن وصنعاء اليوم!
صادم: الريال اليمني ينهار بفارق 300%... أسعار جنونية تضرب عدن وصنعاء اليوم!

صادم: الريال اليمني ينهار بفارق 300%... أسعار جنونية تضرب عدن وصنعاء اليوم!

نشر: verified icon مروان الظفاري 18 ديسمبر 2025 الساعة 03:55 صباحاً

في تطور صادم هز الأسواق اليمنية، سجلت أسعار صرف العملات الأجنبية فجوة تاريخية تفوق 200% بين عدن وصنعاء خلال تداولات اليوم السبت، حيث يُباع الدولار الواحد بـ 1618 ريال يمني في عدن مقابل 535 ريال فقط في صنعاء - مما يعني أن ألف دولار في عدن تعادل قوة شرائية تفوق 3 آلاف دولار في العاصمة! الخبراء يحذرون: كل دقيقة تأخير في اتخاذ قرارات مالية حاسمة تعني خسارة المزيد من القيمة الشرائية.

في مشهد يحبس الأنفاس، شهدت أسواق الصرافة في المدينتين هرولة جماعية للمواطنين لتحويل مدخراتهم، بينما تردد صيحات الصرافين وأزيز آلات عد الأوراق النقدية المتهالكة في الأجواء. 1083 ريال يمني - هذا ما يخسره من يصرف دولاراً واحداً في عدن بدلاً من صنعاء، رقم يعادل راتب موظف لعدة أيام. "لم أتوقع أن أشاهد مدخرات 15 سنة من العمل تتبخر هكذا"، يقول أحمد الصنعاني، الموظف الحكومي الذي فقد 70% من قيمة راتبه الشرائية. في المقابل، نجحت فاطمة التاجرة في تحويل أموالها لعدن قبل الانهيار، محافظةً على مدخراتها من الضياع.

هذا التفاوت الجذري يعكس الانقسام العميق في النظام المصرفي اليمني منذ 2014، حيث تسيطر الحكومة المعترف بها دولياً على عدن بينما تتحكم جماعة الحوثي في صنعاء والبنك المركزي. انقطاع الإيرادات النفطية وتوقف المساعدات الخارجية فاقما من الأزمة التي تذكرنا بـسيناريو ألمانيا الشرقية والغربية أثناء الحرب الباردة، لكن في بلد واحد. د. محمد العدني، الخبير الاقتصادي، يؤكد: "هذا ليس مجرد تفاوت عادي في الأسعار، بل انهيار حقيقي للاقتصاد الموحد قد يؤدي لتقسيم نهائي".

شراء كيس الأرز أصبح يكلف راتب أسبوع كامل في صنعاء، بينما يشهد المواطنون مشاهد مؤلمة لطوابير طويلة أمام محلات الصرافة وأكوام من الأوراق النقدية الممزقة التي فقدت قيمتها. سالم المغترب يكشف استراتيجيته للنجاة: "أرسل لأسرتي في صنعاء عبر عدن لأوفر آلاف الريالات على كل تحويلة". الخبراء يتوقعون موجة نزوح اقتصادية جديدة من العاصمة باتجاه المناطق الأخرى، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية تلوح في الأفق، بينما تظهر فرص محدودة للمستثمرين الأذكياء في تجارة العملة رغم المخاطر العالية.

هذه الفجوة المالية التاريخية تنذر بكارثة اقتصادية حقيقية قد تحول اليمن إلى اقتصادين منفصلين تماماً، بينما يتسارع الوقت أمام صانعي القرار لإيجاد حلول عاجلة. التساؤل المؤرق الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستنجح الجهود المحلية والدولية في منع تحول الريال اليمني إلى مجرد ورق بلا قيمة؟ الإجابة قد تحدد مصير ملايين اليمنيين في الأشهر القادمة.

اخر تحديث: 18 ديسمبر 2025 الساعة 11:05 صباحاً
شارك الخبر