في تطور صادم يعيد كتابة خريطة الطاقة في المنطقة، كسرت دولة الإمارات حاجز المليار دولار لتضع حداً نهائياً لكابوس الظلام الذي طال 8 سنوات في اليمن. للمرة الأولى منذ عقد كامل، سيضغط ملايين اليمنيين على مفتاح الإنارة ويجدون النور في انتظارهم. العد التنازلي بدأ: 365 يوماً فقط تفصل اليمن عن نهاية عصر المولدات والشموع، وبداية عصر الطاقة الذهبي الذي سيغير مصير أمة بأكملها.
في خطوة لم يشهد تاريخ اليمن المعاصر مثيلاً لها، أعلنت دولة الإمارات استثماراً تاريخياً بقيمة مليار دولار لإنهاء أزمة الكهرباء نهائياً. المشروع العملاق يغطي 3.5 مليون متر مربع من الألواح الشمسية - مساحة تعادل 4900 ملعب كرة قدم متتالية - لإنتاج 500 ميغاواط إضافية من الطاقة النظيفة. "هذه منحة كريمة ستضع حلولاً جذرية لأزمة الكهرباء،" أكد رئيس الحكومة اليمنية سالم بن بريك. من عدن إلى شبوة، ومن حضرموت إلى تعز، ستضيء شمس الإمارات ليل اليمن وتعيد الأمل لقلوب فقدت الثقة في عودة النور.
8 سنوات من الحرب دمرت شبكة الكهرباء اليمنية بالكامل، تاركة ملايين المواطنين يعيشون في ظلام دامس يقطعه فقط ضوء الشموع وضجيج المولدات. فاطمة الحضرمية، أم لخمسة أطفال، كانت تستيقظ في الرابعة فجراً لتشحن هاتفها الوحيد من بطارية السيارة قبل انقطاع الكهرباء اليومي. بعد نجاح تشغيل محطة شبوة في أغسطس الماضي والتي أضاءت حياة مئات الآلاف، جاء القرار الإماراتي التاريخي ليعمم النموذج على كامل البلاد. كما أضاءت الكهرباء العالم في القرن العشرين، ستضيء هذه المشاريع مستقبل اليمن وتكتب نهاية قصة المعاناة الطويلة.
ستعمل المكيفات والثلاجات دون انقطاع لأول مرة منذ سنوات، وسيدرس الأطفال تحت إضاءة كافية بدلاً من ضوء الهاتف الخافت. المهندس سعد العدني، الذي تمكن من تشغيل مشروعه الصغير بالطاقة الشمسية رغم التحديات، يقول: "هذا سيفتح باب الفرص أمام آلاف المشاريع الجديدة." أحمد الشبواني، صاحب محل في عدن، لا يخفي فرحته: "لأول مرة منذ 8 سنوات سأستطيع تشغيل الثلاجة والمكيف في نفس الوقت." انتعاش اقتصادي شامل ينتظر البلاد مع عودة الصناعات المتوقفة ونهضة قطاعات التعليم والصحة. على المستثمرين الاستعداد لفرص ذهبية في قطاع الطاقة المتجددة والصناعات المكملة، بينما تشهد المنطقة ترحيباً إقليمياً ودولياً واسعاً بهذه النقلة التاريخية.
مليار دولار إماراتي، مشاريع تغطي 5 محافظات، 500 ميغاواط إضافية، ووعد بإنهاء عصر الظلام نهائياً - هذا ليس مجرد مشروع، بل ولادة جديدة لأمة كاملة. 2026 لن تكون مجرد سنة في التقويم، بل بداية عصر ذهبي جديد لليمن السعيد، حيث ستشرق شمس الطاقة لتطرد ظلام سنوات المعاناة الطويلة. على كل يمني الاستعداد لاستقبال النور، وعلى كل مستثمر الاستعداد للفرص التاريخية القادمة. السؤال لم يعد متى ستعود الكهرباء لليمن، بل هل اليمن مستعد لاستقبال عصر الطاقة الجديد الذي سيغير وجه المنطقة إلى الأبد؟