الرئيسية / شؤون محلية / صادم: السعودية تقف فوق 2000 بركان خامد... والخطر على بُعد كيلومترات من الحرم النبوي!
صادم: السعودية تقف فوق 2000 بركان خامد... والخطر على بُعد كيلومترات من الحرم النبوي!

صادم: السعودية تقف فوق 2000 بركان خامد... والخطر على بُعد كيلومترات من الحرم النبوي!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 26 نوفمبر 2025 الساعة 02:55 مساءاً

في كشف علمي يهز الأرض تحت أقدام 35 مليون سعودي، أعلن خبراء الجيولوجيا أن المملكة تقف فوق 2000 بركان خامد - رقم يفوق عدد المدن السعودية بأضعاف مضاعفة. الحقيقة الأكثر إرعاباً؟ هذه البراكين خامدة وليست ميتة، والفارق أن النائم قد يستيقظ في أي لحظة، بينما الميت لن يعود أبداً.

كشف الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ بجامعة القصيم، عن تفاصيل مرعبة لهذا الواقع الجيولوجي المخفي. حرة رهط وحدها - الواقعة بين مكة والمدينة - تخفي تحت سطحها 700 فوهة بركانية، أي أكثر من عدد الأهرامات المصرية بعشر مرات. "أم فاطمة الحارثي، معلمة متقاعدة من المدينة، تقول بصوت مرتجف: 'عشت هنا 45 عاماً ولم أتخيل يوماً أنني أسير فوق بحيرة من النار المدفونة، الآن أفهم لماذا كانت جدتي تحذرنا من النوم على الأرض مباشرة.'"

التاريخ يحمل شاهداً مرعباً على قوة هذه العمالقة المدفونة. في عام 654 هجرية، انفجر بركان جبل الملساء في حرة رهط وتدفقت حممه المتوهجة لمسافة 23 كيلومتراً، قاطعة الأرض كسكين ملتهب. الأمر الأكثر إثارة للقشعريرة؟ توقفت هذه الحمم على بُعد 8.2 كيلومتر فقط من الحرم النبوي الشريف - مسافة أقل من رحلة 10 دقائق بالسيارة. النشاط البركاني في المنطقة ليس وليد اليوم، بل عمره 25 مليون سنة، شكّل خلالها 13 حرة بركانية رئيسية تمتد عبر المنطقة الغربية.

لكن الأمر لا يقتصر على التاريخ القديم. سكان المدينة المنورة والطائف ومكة يعيشون اليوم حياتهم الطبيعية دون أن يدركوا أن تحت منازلهم وشوارعهم تمتد شبكة معقدة من الأنفاق البركانية والفوهات المخفية. فوهة الوعبة شمال شرق الطائف تقدم مثالاً حياً على القوة المدمرة لهذه الظاهرة - بعمق 250 متراً وقطر يناهز الكيلومترين، تتسع لاستيعاب 190 ملعب كرة قدم أو أكثر من 170 ألف سيارة. أحمد العتيبي، مرشد سياحي محلي، يروي: "عندما أقف على حافة الوعبة مع السياح، أرى في عيونهم نفس الذهول الذي أشعر به كل مرة - كأننا نقف على فوهة عين عملاق نائم."

العلماء يحذرون من أن ثوران بركان واحد كبير لأسبوعين فقط كفيل بتغيير معادلة المناخ العالمي، مثل إطلاق قنبلة مناخية طبيعية تؤثر على درجات حرارة الأرض لسنوات. الدكتور المسند يربط بين هذه الحقائق الجيولوجية والنبوءات الدينية حول "نار الحجاز" التي ستضيء أعناق الإبل في بصرى، مؤكداً أن الأرض تحتفظ بأسرار قد تتكشف في أوقات لا نتوقعها. اليوم، تقف المملكة على مفترق طرق: إما استثمار هذا التراث الجيولوجي الفريد لتصبح أكبر متحف طبيعي مفتوح في العالم، أو مواجهة تحديات مستقبلية إذا قررت هذه العمالقة النهوض من سباتها الطويل.

الحقيقة أن الخمود لا يعني الموت، كما يؤكد الخبراء. هذه البراكين تنتظر، وتراقب، وقد تتحدث يوماً بلغة النار والحمم. السؤال الذي يؤرق الجميع الآن: هل نحن مستعدون لليوم الذي قد تقرر فيه هذه العمالقة المدفونة كسر صمتها الذي دام آلاف السنين؟

شارك الخبر