في تطور صادم هز عالم الخدمات الحكومية، نجحت المملكة العربية السعودية في تحويل ما كان يستغرق أياماً كاملة إلى مجرد 5 دقائق فقط، عبر إطلاق خدمة إصدار تأشيرة الخروج النهائي إلكترونياً من المنزل. بينما تحتسي قهوتك الصباحية، يمكنك الآن إنهاء إجراءات سفر كانت تتطلب إجازة كاملة ومعاناة في طوابير لا تنتهي.
أحمد المصري، المهندس المقيم منذ ثماني سنوات، وصف لحظة إدراكه لهذا التحول الجذري: "وفرت علي ثلاثة أيام إجازة كنت سأخذها لإنهاء إجراءات السفر، والآن أنجزت كل شيء وأنا أحتسي القهوة في بيتي." هذا الإنجاز غير المسبوق يعني أن مليارات الساعات ستتوفر سنوياً للمقيمين، محولاً المعاناة التقليدية إلى تجربة سلسة كطلب الطعام عبر التطبيقات. الأرقام تتحدث بوضوح: توفير 99.88% من الوقت المهدر سابقاً.
هذه الثورة الرقمية لم تأت من فراغ، بل تمثل قلب رؤية السعودية 2030 النابض، المدفوعة بدروس جائحة كوفيد-19 التي أثبتت ضرورة التحول الرقمي. د. سارة الأحمدي، خبيرة التحول الرقمي، تؤكد: "هذه الخطوة تضع السعودية في المقدمة عالمياً، ونتوقع أن تحذو دول أخرى حذوها في المستقبل القريب." ما بدأ كاستجابة طارئة للأزمة أصبح معياراً دائماً للتميز الحكومي، محولاً السعودية إلى مختبر عالمي للحكومة الذكية.
فاطمة البنغالية، ربة منزل، تصف تجربتها الشخصية مع هذا التحول: "كنت أخاف من التعقيدات والطوابير الطويلة، لكن الأمر أصبح في غاية البساطة، مثل طلب الطعام عبر التطبيقات." هذا التأثير يمتد ليشمل ملايين المقيمين الذين اعتادوا على فقدان أيام عمل كاملة، والآن يحصلون على مرونة مطلقة بخدمة متاحة 24/7. محمد العتيبي، موظف الجوازات، يشهد على التحول: انخفاض كبير في الضغط على المكاتب الحكومية، وعمليات أكثر سلاسة وسرعة.
المستقبل الذي نشهده اليوم يرسم معالم عالم جديد: عالم بلا طوابير، حكومة بلا مكاتب، خدمات بلا حدود زمنية. العامان القادمان سيشهدان رقمنة جميع الخدمات الحكومية، مما يعزز مكانة السعودية كنموذج عالمي يُحتذى به. النظام الجديد لا يوفر الوقت فحسب، بل يخلق بيئة أكثر جاذبية للمقيمين والمستثمرين على حد سواء. السؤال الآن: هل ستكون من الذين يواكبون هذا المستقبل الرقمي، أم ستبقى في طوابير الماضي؟
