في تطور صادم يُنهي معاناة 15 عاماً من البيروقراطية المعقدة، دشنت اليمن أول نظام آلي متطور لإصدار الجوازات في قلب العاصمة الصينية بكين، محققة إنجازاً تقنياً يسرّع الإجراءات بنسبة 300% ويحول المعاناة التي كانت تستغرق أشهراً إلى دقائق معدودة. هذه ليست مجرد خدمة جديدة، بل ثورة رقمية حقيقية تعيد كتابة قواعد اللعبة للملايين من اليمنيين المنتشرين حول العالم.
شهدت السفارة اليمنية في بكين مشهداً تاريخياً لن يُنسى، حين تجمع كبار المسؤولين والجالية اليمنية لتدشين المركز الآلي الذي طال انتظاره. أوسان العود، وكيل وزارة الخارجية، كشف أن النظام الجديد سيمكن من "تسريع إجراءات إصدار الجوازات وتحسين جودة الخدمات"، بينما روت فاطمة الحضرمي، أول مستفيدة من النظام: "حصلت على جوازي الجديد في 3 أيام بدلاً من 6 أشهر كنت أنتظرها!" وسط أصوات التصفيق والإعجاب التي ملأت أرجاء السفارة.
خلف هذا الإنجاز المذهل تقف سنوات من الجهود المضنية لتطوير منظومة الخدمات القنصلية اليمنية، في ظل تزايد أعداد الطلاب والمقيمين اليمنيين في المدن الصينية المختلفة. النظام الجديد، الذي يعمل بدقة الساعة السويسرية، يربط السفارة تقنياً بالمركز الرئيسي في صنعاء، مثل الانتقال من الكتابة بالريشة إلى الطباعة الرقمية. د. محمد الميتمي، سفير اليمن لدى الصين، أكد أن هذا المشروع يمثل نموذجاً يحتذى به للسفارات الأخرى حول العالم.
النتائج على أرض الواقع تتحدث بوضوح صارخ: أحمد الصنعاني، طالب الدكتوراه في هندسة الكمبيوتر، الذي كان ينتظر 6 أشهر لتجديد جوازه، أنهى إجراءاته في يوم واحد فقط. هذا التحول الجذري لا يوفر الوقت والجهد فحسب، بل يخفف العبء النفسي والقلق المستمر الذي كان يعاني منه آلاف المغتربين.
- توفير أكثر من 80% من الوقت المطلوب سابقاً
- إمكانية الخدمة على مدار الساعة
- دقة أعلى وأخطاء أقل في الإجراءات
هل ستكون هذه بداية عصر جديد للخدمات الحكومية اليمنية؟ الإجابة تكمن في التطبيق التدريجي المخطط له لهذا النظام في السفارات الأخرى خلال العام المقبل. النجاح المحقق في بكين يفتح آفاقاً واعدة لتحسين صورة اليمن التقنية عالمياً، وقد يكون الشرارة التي تشعل ثورة رقمية شاملة في جميع المؤسسات الحكومية اليمنية. على كل يمني في الخارج أن يستعد لعصر جديد من الخدمات السريعة والفعالة!