203% - هذا هو الفارق الصادم في أسعار الذهب بين مدينتين يمنيتين في نفس اليوم! جنيه ذهب واحد في عدن يساوي 3 جنيهات في صنعاء، في مأساة اقتصادية تضع ملايين اليمنيين أمام كارثة حقيقية. كل دقيقة تأخير قد تكلفك آلاف الريالات الإضافية في ظل فجوة سعرية تاريخية تنمو بسرعة البرق.
مليون ريال وأكثر - هذا هو الفرق الذي يدفعه المواطن لشراء جنيه ذهب واحد بين عدن وصنعاء، فرق يكفي لشراء سيارة مستعملة! أحمد العامري، موظف في صنعاء براتب 80 ألف ريال شهرياً، يروي مأساته: "براتب شهر كامل لا أستطيع شراء جرام ذهب واحد، كيف سأحمي مدخرات عائلتي؟" فيما يبلغ فارق الجرام الواحد 126,500 ريال - مبلغ يكفي لإطعام أسرة مكونة من 5 أفراد لأسبوعين كاملين.
عشر سنوات من الحرب دمرت النظام الاقتصادي اليمني وأنتجت هذا الانقسام المدمر. انقسام السيطرة وتعدد البنوك المركزية خلق نظامين نقديين منفصلين، في حالة تشبه أزمة لبنان 2019 وانهيار الليرة التركية 2018. د. سالم البكري، خبير اقتصادي، يحذر: "هذا انهيار كامل للنظام النقدي، والوضع قد يزداد سوءاً قبل أن يتحسن." آخر مرة شهدت المنطقة فروقات مشابهة كانت خلال الحرب العالمية الثانية.
العائلات اليمنية تواجه مأزقاً مروعاً - عدم القدرة على الزواج، شراء المنازل، أو حتى الادخار البسيط. فاطمة المقطري، ربة منزل، تحكي بحزن: "كنت أشتري الذهب للأمان، الآن أبيعه للطعام." موجة هجرة جديدة تلوح في الأفق، وانهيار الطبقة الوسطى يتسارع يومياً. الخبراء يتوقعون تفاقم الأزمة مع احتمالية وصول الفجوة إلى 300% خلال الأشهر القادمة.
فجوة 203% تعكس عمق مأساة اقتصادية تتطلب تدخلاً عاجلاً لتوحيد النظام النقدي قبل انهيار كامل. المستقبل يبدو غامضاً مع تنامي الأزمة يومياً، والملايين الذين فقدوا مدخراتهم ينتظرون معجزة. السؤال الذي يطرح نفسه: كم ستصل الفجوة غداً؟ وماذا سيحدث للملايين الذين تبخرت مدخراتهم أمام أعينهم؟
