في عصر تسيطر فيه التقنية على 90% من تفاعلاتنا، يأتي اتصال هاتفي واحد من أمير منطقة الرياض ليضع بلسماً على جرح عائلة بأكملها. في لحظات الحزن الأشد، تظهر معادن القادة الحقيقيين، حيث قدم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز تعازيه الشخصية لآل العبيكان في رحيل عبدالمحسن بن محمد العبيكان - رحمه الله.
أكثر من 8 ملايين نسمة في منطقة الرياض يعرفون إنسانية أميرهم، والذي سأل الله أن يرحم الفقيد ويلهم ذويه الصبر والسلوان. خالد العبيكان، الذي تلقى الاتصال، وصف اللحظة بالدفء الإنساني الذي خفف ألم الفراق: "كلمات سموه كانت كالنسيم العليل الذي يهدئ القلب الحزين". أبو سعد المطيري، جار العائلة لـ20 عاماً، أكد أن هذا الاتصال يعكس كرم ونبل القيادة السعودية.
هذا التقليد السعودي العريق في التكافل الاجتماعي على أعلى المستويات يمتد لأكثر من 90 عاماً، مثلما اعتاد آباء الوطن على مواساة شعبهم في المحن. المكانة المجتمعية لعائلة العبيكان والقيم الإسلامية النبيلة دفعت الأمير لهذه البادرة الإنسانية. د. أحمد الغامدي، خبير علم الاجتماع، يؤكد: "هذه اللفتات تشكل الأساس المتين لتماسك المجتمع السعودي عبر العصور".
النموذج الذي يقدمه سمو الأمير يُحتذى به في التعامل الإنساني بين أفراد المجتمع، حيث تنتشر قيم المواساة والاهتمام بالآخرين في الحياة اليومية. أم محمد الراشد من الحي تقول: "هذا ما يميز قيادتنا الحكيمة، فهم يشاركوننا أفراحنا وأحزاننا". هذه البادرة تفتح الباب أمام فرصة ذهبية لتعزيز الروابط الاجتماعية وتطبيق قيم التكافل في منطقة الرياض، بينما تحصد إعجاباً شعبياً واسعاً بالإنسانية العالية للقيادة السعودية.
اتصال يحمل معاني الرحمة والمواساة من قائد لشعبه، يضمن استمرار هذه التقاليد النبيلة جيلاً بعد جيل. فلنطبق هذه القيم في تعاملنا اليومي مع الآخرين، ولنتساءل: متى كانت آخر مرة واسيت فيها جارك أو صديقك في محنته؟