الرئيسية / مال وأعمال / عاجل: أسعار صادمة للخضروات والفواكه في عدن اليوم... البصل يقفز لـ 8000 ريال والتفاح 5000!
عاجل: أسعار صادمة للخضروات والفواكه في عدن اليوم... البصل يقفز لـ 8000 ريال والتفاح 5000!

عاجل: أسعار صادمة للخضروات والفواكه في عدن اليوم... البصل يقفز لـ 8000 ريال والتفاح 5000!

نشر: verified icon مروان الظفاري 12 ديسمبر 2025 الساعة 03:45 مساءاً

في مشهد اقتصادي صادم يهز الضمير الإنساني، تحولت أسواق العاصمة عدن إلى مسرح لكارثة حقيقية حيث وصل سعر كيلو البصل إلى 8000 ريال يمني - رقم يعادل راتب موظف يمني لأسبوع كامل مقابل كيلو واحد فقط! بينما قفز التفاح والبرتقال إلى 5000 ريال للكيلو، في مشهد يجعل شراء تفاحة واحدة أغلى من وجبة كاملة في الدول المجاورة.

شهدت أسواق عدن اليوم الجمعة مشهداً مؤلماً حيث تحول البصل إلى "ذهب أبيض" بسعر خيالي، بينما حافظت البطاطس والطماط على استقرار نسبي عند 1000 ريال للكيلو. أم محمد، الأربعينية التي تقف حائرة أمام بائع الخضار في سوق كريتر، تحسب محتويات محفظتها للمرة العاشرة قبل أن تقرر: "لم أعد أشتري البصل إلا للضرورة القصوى، أطفالي يسألونني عن سبب اختفائه من مائدتنا." الفارق المرعب البالغ 7000 ريال بين البطاطس والبصل يمثل زيادة بنسبة 700% - أكثر من سبعة أضعاف!

هذا الارتفاع الجنوني ليس وليد اليوم، بل نتاج أزمة اقتصادية خانقة تضرب اليمن منذ 2015، حيث فقد الريال اليمني أكثر من 80% من قيمته في أسوأ انهيار عملة في المنطقة. الحرب المستمرة، صعوبات الاستيراد، وارتفاع تكاليف النقل والمحروقات، كلها عوامل تضافرت لتحويل الطعام الأساسي إلى رفاهية لا يستطيع معظم اليمنيين تحملها. "هذه الأسعار تعكس انهياراً حقيقياً في القوة الشرائية للمواطن اليمني،" يحذر الخبراء الاقتصاديون من كارثة غذائية وشيكة قد تطال ملايين الأرواح.

التأثير المدمر لهذه الأسعار يتجاوز الأرقام إلى حياة الناس اليومية، حيث تضطر العائلات لحذف الفواكه والخضروات من قوائم التسوق. فاطمة، الطالبة الجامعية، تقول بحزن: "لم نعد نشتري التفاح أو البرتقال، أصبحت رفاهية لا نستطيع تحملها، وأطفال الحي يحلمون بتفاحة كما كنا نحلم بلعبة غالية." الأمهات يبكين عند رؤية أطفالهن يطلبون فاكهة، بينما تشهد مراكز التغذية ارتفاعاً مقلقاً في حالات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والحوامل. هذا الوضع ينذر بكارثة صحية حقيقية في مجتمع يواجه بالفعل أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقاً للأمم المتحدة.

عدن تقف اليوم على مفترق طرق بين أملين: إما تدخل عاجل من المجتمع الدولي وحلول حكومية جذرية لكسر دائرة الارتفاع المدمرة، أو الانزلاق أكثر نحو كارثة إنسانية لا يمكن التكهن بعواقبها. الحل يتطلب استثماراً فورياً في الزراعة المحلية، وتسهيل طرق التجارة، ودعماً دولياً عاجلاً. السؤال المؤرق الذي يطرح نفسه: إلى متى سيصمد الشعب اليمني أمام هذا الانهيار الاقتصادي المدمر، وهل سيجد العالم الضمير للتدخل قبل فوات الأوان؟

شارك الخبر