في تطور تاريخي طال انتظاره، يستعد عملاق كاتالونيا برشلونة لكسر صمت دام 795 يوماً كاملة ليعود أخيراً إلى ملعب "كامب نو" المجدد، في أطول فترة غياب لنادٍ عريق عن ملعبه في القرن الواحد والعشرين. اللحظة التي انتظرها 45 ألف مشجع حول العالم تقترب، بينما يكشف المدرب الألماني هانسي فليك عن مفاجآت مثيرة حول جاهزية نجومه.
"الشعور لا يصدق مع وجود جميع المشجعين هناك"، بهذه الكلمات وصف فليك اللحظات الأولى للتدريب في الملعب المجدد. رافينيا النجم البرازيلي يعود من الإصابة ليشارك في هذه اللحظة التاريخية، بينما تحوم شكوك كبيرة حول مشاركة ماركوس راشفورد الذي يعاني من الحمى. أحمد المالكي، مشجع برشلونة من الرياض، يروي: "انتظرت عامين كاملين لأحجز تذكرة لهذه اللحظة، شعور كأنني أعود لبيتي بعد سفر طويل."
أعمال التجديد المعقدة التي تجاوزت الجدول الزمني بعام إضافي كامل حولت الملعب العريق إلى قلعة حديثة تتسع لأكثر من 45 ألف متفرج في هذه العودة المرحلية. التأخير الذي أجبر النادي على اللعب في ملعب "أولمبيك مونتجويك" منح ريال مدريد فرصة ذهبية لتوسيع الفارق إلى 3 نقاط مؤلمة في صدارة الليغا. د. كارلوس فيرنانديز، المحلل الكروي، يؤكد أن عامل الأرض سيضيف 15% إضافية لأداء البلوغرانا.
مواجهة أتلتيك بلباو القادمة ستكون بمثابة اختبار حقيقي لقياس تأثير العودة على معنويات اللاعبين وأدائهم. ماريا غارسيا، المشجعة المحلية، تصف ترقبها: "كأننا نستعيد روحنا المفقودة، هتافات 45 ألف مشجع ستهز أرجاء الملعب المتلألئ." التحدي الأكبر يكمن في ضغط التوقعات العالية وضرورة ترجمة الحماس إلى نتائج إيجابية تعيد النادي لمساره الطبيعي نحو الألقاب، خاصة مع اقتراب مواجهة تشيلسي المصيرية في دوري الأبطال.
العودة إلى "كامب نو" تمثل أكثر من مجرد انتقال جغرافي - إنها استعادة للهوية والكرامة والحلم بعصر ذهبي جديد. السؤال المحوري الآن: هل ستكون هذه العودة التاريخية بداية انتفاضة حقيقية تعيد البارسا لعرش أوروبا... أم مجرد حنين عاطفي للأمجاد الماضية؟