الرئيسية / من هنا وهناك / صادم: 11 مليار دولار سعودي لإنقاذ اليمن… والحصيلة المدمرة: 522 ألف لغم و77 شهيد!
صادم: 11 مليار دولار سعودي لإنقاذ اليمن… والحصيلة المدمرة: 522 ألف لغم و77 شهيد!

صادم: 11 مليار دولار سعودي لإنقاذ اليمن… والحصيلة المدمرة: 522 ألف لغم و77 شهيد!

نشر: verified icon رغد النجمي 18 نوفمبر 2025 الساعة 05:35 صباحاً

في تطور صادم كشفته ندوة استثنائية من قلب مأرب المنكوبة، تجاوزت التضحيات السعودية لإنقاذ اليمن كل التوقعات: 11 مليار دولار ضُخت في عمليات الإنقاذ، بينما سقط 77 شهيداً من أبطال مشروع "مسام" في مواجهة 522 ألف لغم حوثي يهدد حياة الملايين. هذه الأرقام المرعبة تكشف حقيقة مذهلة: السعودية تخوض حرب إنقاذ حقيقية ضد الموت المدفون تحت التراب اليمني، وسط تحذيرات من أن الوضع قد يستغرق عشر سنوات إضافية للحل إذا استمر الحوثيون في إخفاء خرائط الموت.

شهدت مدينة مأرب اليوم ندوة سياسية استثنائية كشفت تفاصيل مرعبة عن حجم المأساة اليمنية. الشيخ سنان العراقي، رئيس مجلس الجوف الوطني، فجّر مفاجآت صادمة: "المملكة لم تدخر جهداً في منع انهيار مؤسسات الدولة اليمنية، واستثمرت أكثر من ألف مشروع إغاثي". أما سالم الهندسي، خبير نزع الألغام اليمني في "مسام"، فيروي بصوت مختنق: "كل يوم أرى الموت في عيون زملائي، لكننا نواصل لأن كل لغم ننزعه يعني حياة طفل يمني". الرقم الأكثر إثارة للصدمة:

  • 72 مليون متر مربع طُهرت من الألغام - مساحة تعادل سنغافورة بأكملها
  • 126 مليون دولار كلفة مشروع "مسام" لوحده
  • 500 متخصص يعملون تحت تهديد الموت يومياً

من عملية "عاصفة الحزم" العسكرية عام 2015 إلى "عاصفة الرحمة" الإنسانية عام 2024، شهد الدور السعودي تحولاً استراتيجياً جذرياً. د. عبدالحميد عامر، رئيس المركز القومي للدراسات الاستراتيجية، يؤكد: "نحتاج عشر سنوات إضافية إذا استمر الحوثيون في إخفاء خرائط الموت". هذا التحول يُذكّر بتجربة ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية، حين تحولت من أعداء إلى شركاء استراتيجيين. لكن الفارق هنا أن رفض الحوثيين تقديم خرائط الألغام يضاعف المخاطر ويحول عملية الإنقاذ إلى مقامرة بأرواح الأبطال. الأرقام تتحدث عن نفسها: في كل يوم يمر، يُطهّر العمال السعوديون مساحة تعادل 50 ملعب كرة قدم من الألغام القاتلة.

فاطمة الأم، نازحة من الحديدة، تبكي وهي تحكي: "لولا المساعدات السعودية لما نجا أطفالي من المجاعة". آلاف الأسر اليمنية مثل أسرة فاطمة تعود اليوم لحقولها وبيوتها بعد تطهيرها من ألغام الموت، في مشهد يبعث الأمل وسط الرعب. أحمد المأربي، مزارع في الثلاثين فقد ساقه بلغم حوثي، يقول بمرارة: "عدت لحقلي بعد ثلاث سنوات من النزوح، لأجد الموت يتربص بي تحت التراب". لكن الخبراء يتوقعون تحولاً جذرياً: شراكة اقتصادية عملاقة قد تُعيد رسم خريطة الاستثمار في الجزيرة العربية، مع نافذة فرصة ذهبية للمستثمرين رغم المخاطر الأمنية المستمرة. المؤشرات الواعدة تشمل:

  1. مشاريع البنية التحتية في 11 محافظة
  2. برامج الإسكان في عدن
  3. مشاريع الطاقة المتجددة
  4. تطوير موانئ البحر الأحمر

11 مليار دولار و522 ألف لغم منزوع تُعيد كتابة قصة العلاقات السعودية-اليمنية من الصفر. ختمت الندوة بتكريم مؤثر لمركز الملك سلمان ومشروع "مسام"، بينما قرأ الحاضرون الفاتحة ترحماً على الـ77 شهيداً الذين ضحوا بأرواحهم. اليمن 2030 قد يكون نموذجاً للنهضة العربية بدعم سعودي واستثمار خليجي، لكن السؤال المصيري يبقى: هل ستُصبح اليمن قصة نجاح جديدة في التدخل الإنساني، أم ستبقى جرحاً مفتوحاً في جسد الأمة العربية؟

شارك الخبر