في لحظة انفراجة طال انتظارها، استنشق أكثر من 3,500 معلم ومعلمة في عدن الصعداء اليوم، مع إعلان صرف مرتبات شهر أغسطس عبر بنك عدن الإسلامي. رغم كل التحديات الاقتصادية القاسية، يواصل النظام المصرفي اليمني إثبات صموده في خدمة القطاع التعليمي. المرتبات متاحة الآن عبر شبكة "عدن حوالة"، لكن الخبراء ينصحون بالتوجه فوراً قبل نفاد السيولة.

تجمع عشرات المعلمين أمام نقاط الصرف المنتشرة عبر المدينة، وعلى وجوههم علامات الارتياح الواضحة بعد أسابيع من الترقب. أحمد المحمدي، معلم رياضيات، لم يستطع إخفاء فرحته وهو يقول: "كنت أنتظر هذا الراتب منذ أسبوعين لدفع إيجار المنزل، الحمد لله أن النظام لم يخذلنا." وسط همهمات المنتظرين وأصوات أجهزة الصراف، تؤكد فاطمة السالمي من إدارة البنك أن "النظام يعمل بكفاءة عالية رغم التحديات، ونعمل ساعات إضافية لضمان سرعة الخدمة."

هذا النجاح في الصرف ليس وليد اللحظة، بل ثمرة تعاون مستمر بين الحكومة والقطاع المصرفي امتد لسنوات. د. محمد الحضرمي، الخبير الاقتصادي، يؤكد أن "النظام المصرفي اليمني يثبت صموده مثل أيام الازدهار قبل 2014." الحاجة الملحة لضمان استقرار القطاع التعليمي دفعت البنك لتوسيع شبكة نقاط الصرف التي تغطي المدينة كشبكة العنكبوت، مما يسهل على المعلمين الوصول لمرتباتهم بسرعة البرق مقارنة بالطرق التقليدية.

التأثير الفوري لهذا الإنجاز سيتجاوز مجرد استلام الرواتب، فهو يمكّن آلاف الأسر من تسديد التزاماتها المالية وتلبية احتياجاتها الأساسية. عبدالله العدني، معلم تاريخ، يشهد على "تحسن ملحوظ في سرعة الخدمة وسهولة الصرف كشرب الماء البارد في يوم صيف حار." هذا الاستقرار المالي سينعكس حتماً على تحسن الأداء التعليمي، لكن الخبراء ينصحون المعلمين بالتوجه المبكر لتجنب الزحام والتأكد من الحصول على مرتباتهم قبل أي ضغوط محتملة على السيولة.

نجاح صرف مرتبات أغسطس يؤكد مرة أخرى قدرة النظام المصرفي اليمني على التحدي والصمود. مع الأمل في انتظام الصرف مستقبلاً وتوسع الخدمات لتشمل قطاعات أخرى، على جميع المعلمين التوجه فوراً لاستلام مرتباتهم عبر نقاط "عدن حوالة" المنتشرة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستستمر هذه الانفراجة وتصبح القاعدة، أم أنها مجرد استثناء مؤقت في زمن الأزمات؟