في خطوة تُبشر بعودة الاستقرار إلى قطاع التعليم، أعلن بنك عدن الإسلامي للتمويل الأصغر رسمياً عن بدء صرف مرتبات موظفي التربية والتعليم في محافظة عدن لشهر أغسطس 2025، وسط ترحيب واسع من آلاف المعلمين وأسرهم. من فروع البنك إلى أقاصي المحافظات، تصل الرواتب بنقرة واحدة، في مشهد يذكر بأيام الاستقرار قبل الأزمة، حين كانت الرواتب تصل بانتظام دون معاناة أو تأخير.
وفي تطور لافت يعكس التطور التقني للخدمات المصرفية، أتاح البنك إمكانية الصرف عبر شبكة واسعة تشمل فروعه الرسمية إضافة إلى وكلاء خدمة "عدن حوالة" المنتشرين في عموم محافظات الجمهورية. أحمد عبدالله، معلم رياضيات في إحدى مدارس عدن، لا يخفي ارتياحه قائلاً: "أخيراً أستطيع استلام راتبي من المنطقة القريبة لبيتي، دون الحاجة للسفر إلى المدينة". هذا التسهيل يأتي كنسيم بارد في صيف حار، ليريح قلوب المعلمين الذين كانوا يعانون من صعوبات الوصول للفروع الرئيسية.
وخلف هذا الإنجاز قصة تعاون استراتيجي بين القطاع المصرفي والتعليمي، تهدف إلى ضمان استمرارية دعم قطاع التعليم في ظل التحديات الاقتصادية. الخبراء الماليون يرون في هذه الخطوة نموذجاً يحتذى به لباقي القطاعات، خاصة وأن التوقيت يصادف بداية العام الدراسي الجديد، حيث يحتاج المعلمون لتأمين احتياجاتهم وأسرهم. كشبكة العنكبوت المنتشرة في كل مكان، تصل خدمات البنك لكل محافظة، مؤكدة أن الجغرافيا لم تعد عائقاً أمام الحصول على الخدمات المالية.
على الصعيد العملي، يتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى تحسين ملموس في الأوضاع المعيشية لآلاف الأسر التي تعتمد على رواتب التعليم. فاطمة أحمد، والدة لثلاثة أطفال في المدارس، تعبر عن سعادتها: "راتب زوجي المعلم سيصل في الوقت المحدد، وهذا يعني أننا نستطيع تأمين المستلزمات المدرسية للأطفال". البنك من جهته أكد جاهزيته للرد على الاستفسارات عبر الرقم المجاني 8000010، داعياً المعلمين للالتزام بمواعيد الاستلام المحددة لضمان انسيابية العملية وتجنب الازدحام.
وسط هذا المشهد المُبشر، تبقى الأنظار متجهة نحو المستقبل: هل ستشهد الأشهر القادمة المزيد من التطوير في خدمات الصرف والتحويل؟ المؤشرات الإيجابية توحي بأن هذه الخطوة ليست سوى البداية لتطوير منظومة شاملة تخدم كافة موظفي الدولة. الآن، وبينما يتوجه المعلمون لاستلام رواتبهم، تتردد في أروقة المؤسسات التعليمية أصوات الشكر والارتياح، في مشهد يؤكد أن الاستثمار في راحة المعلم هو استثمار في مستقبل التعليم ذاته.
