في انفراجة طال انتظارها، يتجه آلاف المعلمين والموظفين في عدن نحو البنوك اليوم لاستلام مرتباتهم المتأخرة منذ شهور، بعد إعلان بنك عدن الإسلامي عن بدء صرف مستحقات شهر أغسطس. الطوابير الطويلة أمام الفروع المصرفية تحكي قصة انتظار مؤلمة امتدت لشهور، حيث عاشت أسر المعلمين على الأمل الضئيل في الحصول على مصدر رزقهم الوحيد.
"لم أصدق الخبر في البداية"، يقول أحمد المدرس البالغ من العمر 42 عاماً وأب لأربعة أطفال، وهو يقف في الطابور منذ الفجر. "عشت شهوراً أقترض لدفع إيجار المنزل وشراء الطعام لأطفالي". وفقاً للبنك، تتوفر عملية الصرف عبر الفروع أو وكلاء "عدن حوالة" المنتشرين في جميع أنحاء الجمهورية، مما يسهل على الموظفين الحصول على مستحقاتهم دون عناء السفر الطويل.
هذه الأزمة ليست جديدة على القطاع التعليمي اليمني، حيث يعاني المعلمون من انقطاع متكرر في الرواتب منذ بداية الصراع عام 2014. الوضع في عدن، رغم كونها العاصمة المؤقتة، لم يكن أفضل حالاً من باقي المحافظات. خبراء الاقتصاد يشيرون إلى أن أزمة الرواتب تعكس الوضع الاقتصادي المتدهور الذي يعيشه اليمن، حيث تتصارع عدة جهات على السيطرة على الموارد المالية المحدودة.
بالنسبة لأسرة فاطمة، الموظفة الإدارية في إحدى مدارس عدن، فإن هذا الراتب يعني إمكانية شراء الكتب المدرسية لأطفالها أخيراً. "أطفالي يذهبون للمدرسة بدون كتب منذ بداية العام الدراسي"، تقول بصوت مرتجف من الفرح. الحركة التجارية في أسواق عدن تشهد انتعاشاً نسبياً، حيث يتوقع التجار زيادة في المبيعات مع حصول المعلمين على مستحقاتهم، خاصة مع اقتراب العام الدراسي الجديد.
رغم هذه الانفراجة المؤقتة، يبقى السؤال الأهم معلقاً في أذهان الجميع: هل ستستمر عملية صرف الرواتب بانتظام، أم أن هذا مجرد حل مؤقت قبل عودة الأزمة من جديد؟ البنك دعا المستفيدين للتواصل عبر الرقم المجاني 8000010 للاستفسارات، مؤكداً جاهزيته الكاملة لخدمة المعلمين الذين ضحوا بالكثير من أجل استمرار التعليم في ظل الظروف الاستثنائية.
