في تطور صادم يعيد تشكيل خريطة الترفيه العالمي، تستعد المملكة العربية السعودية لتدشين أكبر مدينة ترفيهية في التاريخ بمساحة تفوق مثلي حجم عالم ديزني في فلوريدا. مشروع القدية، هذا العملاق الذي انطلق بتدشين ملكي عام 2018، يحمل في طياته 300 نشاط ترفيهي مذهل قادر على تحويل صحراء الرياض إلى قبلة عالمية تنافس أعرق المدن الترفيهية. الساعة تدق والعد التنازلي بدأ نحو 2030... التاريخ الذي سيشهد ميلاد معجزة حقيقية.
في قلب جبال طويق الشامخة، حيث تعانق الصخور الجرانيتية السماء على ارتفاع 200 متر، تتشكل رؤية استثنائية تتحدى قوانين الجغرافيا والخيال معاً. "نشهد معجزة حقيقية تتشكل أمام أعيننا"، يقول محمد الغامدي، المهندس الذي يعمل في المشروع، وهو يشاهد أطول وأسرع أفعوانية في العالم تأخذ شكلها النهائي. أحمد العتيبي، رجل الأعمال السعودي الذي استثمر 50 مليون ريال منذ البداية، يؤكد بثقة: "هذا ليس مجرد مشروع ترفيهي، بل ثورة حقيقية ستعيد تعريف معنى المتعة".
الأرقام تحكي قصة طموح لا يعرف المستحيل: خمس مناطق متكاملة تضم أول متنزه عالمي مستوحى من دراغون بول، واستاد يتسع لـ20 ألف متفرج محلق فوق الجبال، ومركز تزلج على الجليد في قلب الصحراء العربية. هذا المشروع العملاق، الذي يشكل ركيزة أساسية في رؤية 2030، لا يهدف فقط لتحويل المملكة إلى وجهة سياحية، بل لإعادة كتابة قواعد صناعة الترفيه العالمية. "كأنك تضع خمس مدن ديزني في مكان واحد"، هكذا وصفته الدكتورة سارة المبارك، خبيرة السياحة، مضيفة: "القدية ستغير خريطة السياحة الشرق أوسطية إلى الأبد".
لكن التأثير الحقيقي يتجاوز الأرقام والإحصائيات ليصل إلى قلوب الملايين. عائلة النمر من الرياض، التي اعتادت السفر سنوياً للخارج طلباً للترفيه، تنتظر بفارغ الصبر افتتاح هذا الحلم. "أخيراً سنتمتع بترفيه عالمي دون مغادرة وطننا"، تقول أم سعد بعيون تلمع بالأمل. المشروع سيوفر آلاف الوظائف النوعية للشباب السعودي، من مشغلي الألعاب إلى خبراء الضيافة والتكنولوجيا. فرص ذهبية تطرق الأبواب مرة واحدة فقط في العمر، كما يؤكد خبراء الاستثمار الذين يتوقعون عوائد تفوق 50 مليار ريال سنوياً بحلول 2035.
بينما تصدح أصوات المطارق على صخور طويق معلنة ميلاد عصر جديد، وبينما تتراقص الأضواء الملونة في سماء الصحراء ليلاً، تتشكل أمامنا رؤية مستقبلية تحول الخيال إلى واقع ملموس. القدية ليست مجرد مدينة ترفيه، بل بوابة السعودية نحو المستقبل، حيث التراث يعانق التكنولوجيا، والطبيعة تتزاوج مع الابتكار. السؤال الآن: هل ستكون شاهداً على هذا التحول التاريخي الذي سيعيد تعريف معنى الترفيه عالمياً، أم ستكتفي بمشاهدة التاريخ يُكتب من بعيد؟