في تطور مفاجئ هز الشارع السعودي، كشفت الإدارة العامة للمرور عن أن 90% من المشاة يقعون في ثلاثة أخطاء قاتلة تعرضهم لغرامات صادمة تصل إلى 2000 ريال - مبلغ يعادل راتب شهر كامل لعامل بسيط. الخبراء يحذرون: هذه ليست مجرد قوانين جديدة، بل قنابل موقوتة في جيوب المواطنين الذين لا يدركون أن كل خطوة خاطئة على الرصيف قد تكلفهم ثروة صغيرة.
أم سارة، ربة منزل من الرياض، تحكي قصتها المؤلمة: "كنت أسرع للحاق بأطفالي من المدرسة، فعبرت الطريق السريع من أقرب نقطة. فجأة وصلتني رسالة نصية: غرامة 1500 ريال!" هذا المشهد يتكرر يومياً مع آلاف المواطنين الذين يجهلون أن عبور الطرق السريعة عشوائياً يكلف 20 ضعف العبور من الممرات المخصصة. الدكتور عبدالله المطيري، خبير السلامة المرورية، يؤكد: "هذه القوانين ليست لجمع الأموال، بل لحماية 35 مليون روح تمشي على طرقاتنا يومياً."
الخطأ الثاني الأكثر كلفة هو تجاهل إشارات المرور الضوئية، حيث يندفع المشاة عبر الشارع فور ظهور أي فجوة بين السيارات، متناسين أن الضوء الأحمر يعني توقفاً تاماً. هذا السلوك المتهور، المتجذر منذ عقود في الثقافة المرورية، يصطدم الآن بواقع جديد: غرامات تتراوح بين 500 و1000 ريال للمرة الواحدة. السيد محمد الأحمري، سائق حافلة مدرسية منذ 15 عاماً، يشهد: "أرى يومياً مشاة يعبرون أمامي رغم الضوء الأحمر، وكأنهم يتحدون الموت بأقدامهم."
الخطأ الثالث والأكثر شيوعاً هو عدم استخدام ممرات المشاة المخصصة، حيث يفضل كثيرون "اختصار الطريق" بالعبور من أي مكان يرونه مناسباً. فهد العتيبي، شاهد على حادث مأساوي الشهر الماضي، يقول بصوت مرتجف: "شاهدت شاباً في العشرين يعبر بين السيارات المتوقفة، فصدمته مركبة مسرعة. كان بإمكانه المشي 50 متراً إضافياً واستخدام الممر الآمن." اليوم، هذا "الاختصار" قد يكلف المخالف 300 ريال غرامة، بالإضافة إلى خطر فقدان الحياة الذي لا يقدر بثمن.
الإحصائيات الجديدة تكشف أن تطبيق هذه القوانين بصرامة سيوفر على الدولة مليارات الريالات من تكاليف علاج ضحايا الحوادث المرورية، وسيحول الشوارع السعودية إلى نموذج عالمي في السلامة. الخبراء يتوقعون انخفاض حوادث المشاة بنسبة 60% خلال العام الأول من التطبيق. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل تستحق 5 دقائق توفرها في الطريق خسارة 2000 ريال، أم أن حياتك وسلامة عائلتك تستحق بضع خطوات إضافية نحو الممر الآمن؟