في لحظة تاريخية تُعيد رسم خريطة السياحة السعودية، دشّن الأمير محمد بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان الهوية الثورية لمهرجان جازان 2026، في خطوة تحمل رؤية جذرية لتحويل منطقة بأكملها إلى وجهة سياحية عالمية خلال عامين فقط. هذه ليست مجرد فعالية موسمية، بل مشروع بحجم دولة صغيرة يستعد لوضع جازان على خريطة الوجهات السياحية الدولية، حيث تجتمع خمس بيئات طبيعية مختلفة في معجزة جغرافية نادرة الحدوث. الخبراء يحذرون: الفرص الاستثمارية الذهبية في هذه المنطقة الساحرة لن تنتظر المترددين طويلاً.
وسط احتفالية مهيبة بحضور الأمير ناصر بن محمد بن عبدالله بن جلوي نائب أمير المنطقة، كُشف النقاب عن هوية بصرية تحمل ألوان البحر الأزرق وخضرة الجبال وذهبية التراث، في مشهد أشعل مواقع التواصل الاجتماعي بآلاف التعليقات المتحمسة. "الهوية الجديدة تعكس التجدد والإبداع الذي يميز منطقة جازان" كما أكد وليد الصنعاوي المشرف العام على المهرجان. أحمد الفرساني، الشاب المستثمر الذي حول كوخاً صغيراً إلى منتجع بيئي، يصف اللحظة قائلاً: "شعرت وكأنني أشاهد ميلاد حلم جديد، حلم سيغير حياة كل من يعيش في هذه المنطقة الساحرة."
والحقيقة أن هذا التدشين يأتي كتتويج لتحول جذري بدأته رؤية المملكة 2030، حيث شهدت جازان نمواً متسارعاً في المشاريع السياحية يشبه تسونامي إيجابي يغير كل شيء في طريقه. كما حولت دبي نفسها من صحراء إلى عاصمة سياحية في عقود، تسعى جازان لتحقيق نفس المعجزة، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي وامتلاكها لسواحل خلابة وجبال شاهقة وجزر أسطورية. د. سعد البحري، خبير السياحة البيئية، يؤكد بثقة: "جازان ستصبح منافساً قوياً لوجهات البحر الأحمر عالمياً خلال السنوات القليلة القادمة."
لكن التأثير الحقيقي لهذا الحدث التاريخي لن يقتصر على المستثمرين والسياح فحسب، بل سيطال حياة كل مواطن في المنطقة. فاطمة الجازانية، الحرفية التقليدية التي عانت سنوات من ضعف الطلب على منتجاتها التراثية، تتحدث بدموع الفرح: "بعد سنوات من الكفاح، أشعر أن حرفتي العريقة ستجد مكانها اللائق أخيراً." مساحة فعاليات المهرجان المخطط لها تعادل عشرات الملاعب الرياضية مجتمعة، وستوفر آلاف الفرص الوظيفية الموسمية، بينما يتوقع خبراء الاقتصاد ارتفاعاً كبيراً في معدلات الإشغال الفندقي ونمو قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة. علي التهامي، المواطن المحلي، يصف التحول قائلاً: "المنطقة تتنفس حياة جديدة، أصوات الإعمار في كل مكان، والأمل يملأ قلوب الناس."
وبينما تتسارع الاستعدادات لإطلاق أكبر نسخة في تاريخ المهرجان، تبدو جازان وكأنها تكتب فصلاً جديداً في قصة النهضة السعودية الشاملة. الهوية الجديدة للمهرجان مثل جواز السفر الذي سيدخل جازان إلى العالمية، حاملة معها عطر البن الجازاني المميز وأصوات العازفين التراثيين ونسيم البحر البارد. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكون جازان 2026 نقطة التحول التي ستغير خريطة السياحة في المنطقة إلى الأبد؟