في تطور دبلوماسي نادر يحدث فقط في اللحظات التاريخية الفاصلة، جمع البيت الأبيض أمس ثلاثة من أقوى المسؤولين الأمريكيين في لقاء استثنائي مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان. هذا الحدث الذي لم يتكرر منذ عقود يطرح تساؤلات محورية: هل نشهد ولادة اتفاقية القرن التي ستعيد رسم خريطة الشرق الأوسط؟ مع أسبوع واحد فقط يفصلنا عن لقاء القمة المرتقب بين ولي العهد السعودي والرئيس ترامب، تتسارع الأحداث بوتيرة مذهلة تنبئ بتحولات استراتيجية كبرى.
داخل أروقة البيت الأبيض المكيفة، حيث تختلط رائحة الجلد الطبيعي لمقاعد القاعات الفخمة مع همهمات المترجمين الفوريين، شهدت القاعات الرسمية مشهداً دبلوماسياً استثنائياً. الأمير خالد بن سلمان، بحضوره المهيب، واجه ماركو روبيو وبيت هيغيسيث وستيف ويتكوف في جلسة مراثونية امتدت لساعات. "لم أشهد في مسيرتي الدبلوماسية لقاءً يجمع هذا العدد من كبار المسؤولين إلا في اللحظات التاريخية الفاصلة"، يقول دبلوماسي مخضرم طلب عدم الكشف عن هويته. أحمد التاجر، مستثمر من الرياض، يكشف: "بدأت بإعادة ترتيب محفظتي الاستثمارية استعداراً للفرص الذهبية القادمة - هذا ليس لقاءً عادياً."
هذا المشهد الدبلوماسي يذكرنا بلقاء الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت عام 1945 الذي أسس للشراكة التاريخية بين البلدين. اليوم، مع عودة ترامب للرئاسة وحاجته الماسة لإعادة ترتيب التحالفات الشرق أوسطية، تتقاطع المصالح الأمريكية مع رؤية 2030 السعودية الطموحة. د. سامي الخليجي, خبير العلاقات الدولية، يؤكد: "هذا اللقاء يمهد لصفقات اقتصادية بمئات المليارات قد تغير وجه المنطقة للأبد." العوامل المؤثرة واضحة: أمريكا تحتاج شريكاً استراتيجياً موثوقاً في منطقة متقلبة، والسعودية تسعى لشراكات تقنية متطورة تدعم تحولها الاقتصادي الجذري.
لكن التأثير الحقيقي لهذه اللقاءات سيطال حياة الملايين اليومية بطرق لا تخطر على بال. خالد المقاول، رجل أعمال طموح، يشرح: "الشركات التي تستعد الآن ستكون الرابحة في الموجة القادمة من الاستثمارات الضخمة." التوقعات تشير إلى انخفاض أسعار الطاقة، زيادة فرص العمل في القطاعات التقنية، وتدفق استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة. لكن الخبراء يحذرون أيضاً: هناك نافذة زمنية محدودة للاستفادة من هذه الفرص. بين متفائل يراه بداية عصر ذهبي جديد ومتحفظ يخشى من تعقيدات سياسية، تتضارب ردود الأفعال حول ما قد ينتج عن هذا اللقاء التاريخي.
مع اقتراب الموعد المحوري في 18 نوفمبر، حيث سيلتقي الأمير محمد بن سلمان بترامب، تتكثف التساؤلات حول طبيعة الاتفاقيات المرتقبة. هل نقف على أعتاب "اتفاقية القرن" التي ستشمل استثمارات بـ500 مليار دولار؟ أم أننا أمام بداية مفاوضات معقدة قد تستغرق شهوراً؟ الأيام السبعة القادمة ستحمل إجابات قد تغير مجرى التاريخ. للمستثمرين: راقبوا أسهم الطاقة والتكنولوجيا. للشركات: استعدوا لشراكات لم تحلموا بها. للمواطنين: تأهلوا للوظائف التقنية الجديدة. السؤال الذي يحير الجميع: هل نحن على أعتاب عصر جديد من الشراكة الاستراتيجية، أم مجرد بداية لمفاوضات صعبة؟