في تطور مفاجئ هز السوق السعودي، شهدت صفقة واحدة خروج 2.9 مليون سهم من شركة بوان خلال 24 ساعة فقط، بقيمة تقديرية تتجاوز 300 مليون ريال. هذه الضربة المالية الصاعقة جاءت ضمن موجة تحركات عاصفة طالت 9 شركات مدرجة في يوم واحد، مما أثار تساؤلات جدية حول أسباب هذا الخروج المفاجئ وتوقيته الغريب.
شركة عبدالقادر المهيدب وأولاده فاجأت الجميع ببيع 4.83% من حصتها في بوان دفعة واحدة، مما قلص ملكيتها من 13.38% إلى 8.55% في ضربة قاسية لثقة المستثمرين. أحمد المستثمر الصغير، الذي اشترى أسهم بوان الأسبوع الماضي، يصف صدمته: "شاهدت استثماري ينهار أمام عيني مع إعلان البيعة الضخمة، لم أتوقع هذا الحجم من البيع!" وفي المقابل، نجحت شركة العليان السعودية الاستثمارية في تعزيز موقعها برفع حصتها في البنك الأول بإضافة 205 ألف سهم جديد.
هذه التحركات تذكرنا بالموجات المشابهة التي شهدها السوق عام 2019 قبل إعلان صفقات اندماج كبرى، مما يثير تساؤلات حول وجود معلومات داخلية أم أنها مجرد إعادة توزين عادية للمحافظ. د. محمد الاستثمار، محلل أسواق مال بارز، يحذر قائلاً: "هذه التحركات المتزامنة في 9 شركات ليست عشوائية، نتوقع المزيد من المفاجآت في الأسابيع القادمة." الأمر الأكثر إثارة للقلق هو انخفاض الوليد عبدالرزاق صالح الدريعان تحت حاجز الـ 5% في الخليج للتدريب، مما يعفيه من الإفصاح المستقبلي عن تحركاته.
مدخرات آلاف المواطنين السعوديين في هذه الأسهم تقف الآن على مفترق طرق حرج. سارة التداول، مستثمرة نشطة راقبت الصفقات مباشرة، تصف المشهد: "شاشات التداول تحولت إلى بحر من الأحمر والأخضر، أصوات التنبيهات لا تتوقف." الخبراء ينصحون بـالحذر الشديد وعدم التسرع في اتخاذ قرارات استثمارية متهورة، بينما يرى آخرون فرصة ذهبية لدخول السوق بأسعار مخفضة. التأثير لم يقتصر على الأسعار فحسب، بل امتد إلى زعزعة الثقة في استقرار الملكيات الكبيرة.
بينما تستمر شاشات التداول في رقصها المحموم بين الأحمر والأخضر، يبقى السؤال الأكبر معلقاً: هل نشهد بداية عاصفة مالية حقيقية أم مجرد إعادة ترتيب ذكية للأوراق؟ المستثمرون الأذكياء يراقبون عن كثب، والأيام القادمة ستكشف إما عن فرص استثمارية نادرة أو مخاطر أكبر مما نتخيل. الوقت وحده سيخبرنا الحقيقة.