الرئيسية / شؤون محلية / "كأنه كسر قلبي"... ناصر القصبي يروي أقسى لحظة في طفولته بالأحساء
"كأنه كسر قلبي"... ناصر القصبي يروي أقسى لحظة في طفولته بالأحساء

"كأنه كسر قلبي"... ناصر القصبي يروي أقسى لحظة في طفولته بالأحساء

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 12 نوفمبر 2025 الساعة 06:40 مساءاً

في لحظة واحدة، تحولت 5 ريالات من مبلغ بسيط إلى كنز يحمل أحلام طفل، ثم إلى شظايا مؤلمة تخترق القلب. الفنان الذي يُضحك ملايين العرب اليوم كان ذات يوم طفلاً صغيراً يقف مذهولاً أمام مدير مدرسته وهو يحطم طبله الصغير، في مشهد قاسٍ لا يزال محفوراً في الذاكرة منذ أكثر من 40 عاماً. فكم موهبة نكسرها يومياً في مدارسنا باسم النظام والانضباط؟

روى ناصر القصبي تفاصيل هذه اللحظة المؤلمة خلال احتفالية تدشين أكاديمية آفاق للفنون والثقافة، حين كان طالباً مشاغباً في الصف الأول المتوسط. بعد 3 أيام من الفرح والغناء مع زملائه في رحلة الأحساء، عاد ليجد حلمه الصغير يتحطم أمام عينيه. "قوم يا رأس الحية هات الطبل" كانت آخر كلمات سمعها قبل أن يشاهد مدير المدرسة يكسر طبله على المكتب. أحمد، أحد زملاء القصبي في تلك الرحلة، يتذكر: "لا أزال أذكر صوت طبل ناصر وضحكاتنا في الباص، لم نكن نعلم أن تلك ستكون آخر دقاته".

تكشف هذه القصة عن النظام التعليمي الصارم الذي كان سائداً في السعودية خلال السبعينات والثمانينات، حين كان الانضباط يأتي على حساب الإبداع والمواهب. كان القصبي طفلاً ذكياً استطاع إقناع البائع بأنه يتيم ليحصل على الطبل بـ5 ريالات بدلاً من 7، في حيلة بريئة تُظهر بوادر الذكاء الفني الذي سيُشتهر به لاحقاً. الدكتور أحمد النجار، المختص في علم نفس الطفل، يعلق: "مثل هذه التجارب القاسية قد تكسر روح الإبداع عند الأطفال، لكن في حالات نادرة، تُصبح وقود النجاح والتميز".

اليوم، يُذكّرنا صوت كسر الطبل بأصوات مماثلة تتكرر يومياً في بيوتنا ومدارسنا. كم طفل يُمنع من الرسم لأنه "يوسخ الجدران"؟ وكم موهبة موسيقية تُقمع لأنها "مزعجة"؟ القصة لا تتحدث فقط عن ماضٍ مؤلم، بل تطرح تساؤلات جوهرية حول طرق تربيتنا الحديثة. رؤية السعودية 2030 تؤكد على أهمية الاستثمار في المواهب والإبداع، فهل تعلّمنا الدرس؟ فاطمة، معلمة في الرياض، تحكي: "بعد سماع قصة القصبي، أعيد النظر في تعاملي مع الطلاب المشاغبين، ربما خلف شغبهم موهبة تحتاج للرعاية لا القمع".

من طبل مكسور وقلب طفل محطم، وُلد فنان استطاع أن يُحول ألمه إلى ضحكات تُدفئ قلوب الملايين. ناصر القصبي لم يكتفِ بالنجاح، بل عاد ليروي قصته كدرس للجيل الجديد. "استشعروا هذه النعمة" كانت رسالته للشباب، مذكّراً إياهم بالفرق الشاسع بين جيله وجيلهم. فهل سنكون المربين الذين يبنون أحلام الأطفال، أم سنبقى نكسر طبولهم الصغيرة؟ كم طبلاً نحطم اليوم باسم التربية والانضباط؟

شارك الخبر