30 مليون يمني على موعد مع 15 يوماً ستغير وجه البلاد في تطور استثنائي يهز المنطقة. للمرة الأولى منذ 5 سنوات، السماء تفتح خزائنها على اليمن مع تحذير من أن الساعات المقبلة حاسمة، والتحول يبدأ من اليوم.
تشير المصادر المختصة إلى أن منخفضات جوية متتابعة بدأت تؤثر على معظم المناطق اليمنية، مستهدفة 30 مليون يمني على مدى 15 يوماً بكمية أمطار تكفي لملء 500 ألف خزان منزلي. الدكتورة فاطمة الحدري، خبيرة الأرصاد الجوية، أكدت: "هذه الحالة استثنائية ستستمر حتى الثلث الأول من أكتوبر مع اتساع نطاق الأمطار لتشمل مناطق واسعة". أحمد السالمي، مزارع من تعز، يترقب الأمطار بقلق وأمل: "محصول الطماطم قارب على النضج، أدعو الله أن تكون الأمطار رحمة لا نقمة".
يشبه الخبراء الظاهرة بموسم الأمطار الشهير عام 2008، الذي غيّر وجه الزراعة اليمنية بالكامل. خبراء الأرصاد يربطون هذه الظاهرة بالتغيرات المناخية الموسمية في المحيط الهندي والبحر العربي، حيث تنشأ منخفضات جوية قوية تدفع بالأمطار نحو شبه الجزيرة العربية. الدكتور محمد البريهي، أستاذ علوم الغلاف الجوي، يصف الحالة: "السماء ستفتح خزائنها مثل أم كريمة تطعم أطفالها بعد جوع طويل".
التأثيرات على الحياة اليومية ستكون ثورية، حيث يتوقع انتعاش الزراعة وتحسن الأمن المائي بشكل كبير. سالم العولقي، مقيم في صنعاء، بدأ استعداداته: "أعد المؤن وأصلح الخزانات، هذه فرصة لا تعوض لتجميع المياه". المزارعون متفائلون بأن الموسم الزراعي القادم سيكون الأفضل منذ عقود، ولكن السلطات تحذر من مخاطر السيول والفيضانات في المناطق المنخفضة.
مع اقتراب ذروة الحالة الجوية، تقف اليمن على أعتاب تحول تاريخي محتمل في الأمن المائي والإنتاج الزراعي. الخبراء يؤكدون أن الاستعداد الصحيح والحذر من المخاطر سيحولان هذه الأمطار إلى نعمة حقيقية للشعب اليمني. الرسالة واضحة للجميع: استعدوا واحذروا.. الخير قادم بقوة. السؤال الأهم الآن: هل ستكون هذه نقطة التحول المنتظرة في تاريخ اليمن الحديث؟
