في تطور صادم هز شوارع جدة، تحول فيديو مرعب لاعتداء وحشي إلى قبضة أمنية محكمة في أقل من 48 ساعة. عين واحدة شاهدة وألف عين تراقب - هكذا عمل الأمن السعودي ليثبت أن العدالة أسرع من المعتدين، وأن الشوارع لن تكون ملاذاً آمناً للجناة مهما ظنوا أنفسهم بمأمن من العقاب.
في لحظات مرعبة سجلتها عدسة هاتف ذكي، ظهر معتدٍ يهاجم ضحية بريئة وسط ذهول المارة في أحد شوارع جدة الحيوية. "كان منظراً مخيفاً، الرجل يعتدي بلا سبب والناس تقف عاجزة" تروي فاطمة المطيري، شاهدة عيان عاشت هول اللحظات الأولى. موجة من الخوف اجتاحت المكان، ونظرات الهلع رسمت ملامح المارة العاجزين، بينما انتشر الفيديو بسرعة النار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي مطالباً بتدخل سريع من السلطات.
في عصر السوشال ميديا، لم تعد الجرائم تحدث في الظل، بل تحت أضواء كاميرات المواطنين الساهرة. ضغوط الحياة والازدحام الحضري خلقت بيئة متوترة، لكن النقيب أحمد الزهراني، قائد الدورية الأمنية، أكد أن "منظومة الأمن الرقمي تطورت لتواكب هذه التحديات". تحرك الأمن بسرعة البرق، كأن لديهم عيون في كل مكان، مما يذكرنا بقصص الفروسية القديمة حين ينقذ الفارس الناس من المعتدين.
اليوم، كل مواطن يتساءل: هل سأكون الضحية القادمة؟ محمد العتيبي، الموظف الذي كان في طريقه لمقابلة صديق عندما تعرض للاعتداء دون مقدمات، أصبح رمزاً لخوف عام يتنامى. د. سعد الغامدي، خبير الأمن المجتمعي يؤكد: "هذه السرعة في الاستجابة تعكس تطور منظومة الأمن الرقمي، ونحن أمام فرصة ذهبية لتعزيز التعاون بين المواطن والأمن". بين مطالب بالعقوبة الشديدة وآخرين يدعون للتأني، تشتد الحاجة لتطوير نظم المراقبة وحملات التوعية المكثفة.
اعتداء، فيديو، قبض - ثلاث كلمات تختصر قصة العدالة السريعة في زمن الكاميرات المحمولة. على كل مواطن أن يكون عين الأمن وضمير المجتمع، فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن: في عصر حيث كل لحظة مرصودة ومسجلة، هل ما زال هناك مكان آمن للمجرمين للاختباء؟