في تطور صادم يهز العالم الإسلامي، تشهد مكة المكرمة أكبر نهضة عمرانية في تاريخها بقيادة مشروع "بوابة الملك سلمان" الخرافي الذي سيستوعب 900 ألف مصلٍّ في مكان واحد - رقم يفوق سكان عدة عواصم عربية مجتمعة! في الوقت الذي تقرأ فيه هذا الخبر، يصل 50 حاجاً جديداً إلى أقدس بقاع الأرض، والمشروع العملاق ينمو أمام أعيننا ليغير وجه المدينة المقدسة إلى الأبد.

تحت أشعة الشمس الحارقة في مكة، تعمل آلاف الرافعات العملاقة على مدار الساعة لإنجاز هذا الحلم المستحيل الذي يمتد على 12 مليون متر مربع - مساحة تعادل مدينة بحجم مانهاتن في نيويورك! يقول المهندس فيصل الحربي، مدير التطوير في شركة "رؤى الحرم المكي": "نحن لا نبني مجرد مشروع عقاري، بل نعيد تعريف مفهوم العمارة الإسلامية المعاصرة لخدمة المسلمين في العالم." وبينما يشاهد أحمد العمري، معتمر من المغرب، المشروع ينبت من الأرض يقول بانفعال: "كنت أنتظر 4 ساعات للوصول للحرم بسبب الزحام، لكن هذا المشروع سيحول المعاناة إلى راحة."

لكن القصة وراء هذا المشروع الاستثنائي تبدأ مع أرقام صادمة: 18.5 مليون مسلم أدوا المناسك في عام 2024 فقط - رقم تضاعف منذ عام 2022 ليفوق سكان كازاخستان بأكملها! هذا النمو المتفجر دفع المملكة لاتخاذ قرار جريء بإطلاق أضخم مشروع تطوير ديني في التاريخ، مدعوماً برؤية 2030 الطموحة وصندوق الاستثمارات العامة. د. عبدالرحمن الشريف، خبير التطوير العمراني، يؤكد: "هذا المشروع سيصبح نموذجاً عالمياً للتطوير الحضري المقدس، مثلما كان بناء الكعبة نموذجاً في عهد إبراهيم عليه السلام."

والآن، تخيل أن تصحو غداً في مكة المكرمة لتجد 300 ألف وظيفة جديدة تنتظرك، وممرات مظللة تأخذك مباشرة للحرم دون انتظار، وفنادق خمس نجوم تطل على الكعبة المشرفة، و200 ألف متر مربع من المتاجر والمطاعم! فاطمة الزهراني، من سكان مكة، تصف ما تشهده: "أرى المشروع ينمو يومياً أمام عيني كأنه حلم يتحقق، الأصوات والحركة لا تتوقف." هذا المشروع لن يغير فقط شكل المدينة، بل سيحول حلم استضافة 30 مليون معتمر بحلول 2030 إلى حقيقة ملموسة تعيد تعريف معنى الضيافة في أقدس بقاع الأرض.

بينما تنطلق المملكة بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها الطموحة، يقف مشروع "بوابة الملك سلمان" شاهداً على عصر جديد من التطوير الحضري المقدس. فهل نحن على أعتاب ثورة حقيقية في تجربة الحج والعمرة، أم أننا نشهد ولادة أول مدينة مقدسة ذكية في العالم؟ الإجابة تتشكل الآن، حجر تلو الآخر، في قلب مكة المكرمة.