في تطور مفاجئ هز سماء المملكة، حذر المركز الوطني للأرصاد من عواصف رعدية عاتية تستعد لضرب 4 مناطق رئيسية اليوم، برياح عاصفة تصل سرعتها إلى 50 كيلومتراً في الساعة - أسرع من السرعة المسموح بها داخل المدن! هذه ليست مجرد أمطار عادية، بل طقس متقلب لم تشهده هذه المناطق منذ أسابيع، والساعات القادمة ستكشف مدى شدة هذه العواصف التي تلوح في الأفق.
أكد المركز الوطني للأرصاد في تقريره الرسمي أن مناطق جازان وعسير والباحة ومكة المكرمة على موعد مع أمطار رعدية مصحوبة برياح نشطة، مع احتمالية تكوّن الضباب الكثيف. خالد المزارع، 45 سنة، الذي قضى أسبوعين في زراعة محصول الذرة، يروي قلقه: "شاهدت السحب الرمادية تتجمع من بعيد، وبدأت أشعر بالرطوبة في الهواء... الآن أخشى على محصولي من العاصفة القادمة". الأرقام المرعبة تشير إلى موج يصل ارتفاعه إلى مترين ونصف في البحر الأحمر - أعلى من طول رجل بالغ وقوفاً!
هذه التقلبات الجوية ليست غريبة عن المنطقة، فهي جزء من موسم الأمطار الصيفية المعتاد في المناطق الجنوبية والغربية للمملكة، لكن شدتها هذا العام تذكرنا بالعاصفة الاستثنائية التي ضربت المنطقة عام 2018. د. أحمد الطقسي، أستاذ علوم الغلاف الجوي، يؤكد: "الرطوبة من البحر الأحمر والخليج العربي تتفاعل مع التيارات الهوائية الموسمية، مما يخلق هذه الظروف المثالية للعواصف الرعدية". الرياح تهب بقوة تضاهي مروحة طائرة هليكوبتر على ارتفاع منخفض.
وسط هذا الطقس العاصف، يجد المواطنون أنفسهم أمام تحدٍ حقيقي في تنظيم يومهم. أم محمد، ربة منزل من عسير، تحكي: "سمعت هدير الرعد من بعيد فأسرعت بجمع الملابس من حبل الغسيل، ورائحة التراب المبتل بدأت تملأ الجو". المزارعون يتطلعون بتفاؤل لهذه الأمطار التي ستنعش أراضيهم، بينما منظمو الفعاليات الخارجية يعيدون النظر في خططهم. د. سارة الأرصادية التي تعمل في المركز الوطني تحذر: "الأيام القادمة تتطلب حذراً شديداً، خاصة عند القيادة في المناطق المنخفضة المعرضة للسيول".
مع توقع تحسن تدريجي في الأحوال الجوية خلال الأيام المقبلة، تبقى الساعات القادمة حاسمة في تحديد مدى تأثير هذه العواصف. النصيحة الذهبية: ابقوا في المنازل، اشحنوا أجهزتكم الإلكترونية، وتابعوا التحديثات المستمرة من المركز الوطني للأرصاد. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل أنت مستعد حقاً لمواجهة طقس اليوم العاصف؟