في تطور صادم هز أوساط المستثمرين والمرضى على حد سواء، كشفت صفقة الـ 113 مليون ريال عن أكبر استحواذ في تاريخ القطاع الصحي السعودي، حيث وقعت شركة الحمادي اتفاقية للاستحواذ على 40% من شركة وريد الصحية. هذا المبلغ الفلكي، الذي يكفي لبناء 5 مستشفيات صغيرة أو شراء 450 جهاز أشعة متطورة، يعيد تشكيل خريطة الرعاية الصحية في المملكة. بينما تقرأ هذه الكلمات، يُعاد تعريف مستقبل الطب السعودي إلى الأبد.
تكشف تفاصيل الصفقة المثيرة عن استراتيجية طموحة تهدف للهيمنة على منظومة الخدمات الصحية المتكاملة، حيث يضع هذا الاستحواذ تقييماً إجمالياً لشركة وريد عند 282.5 مليون ريال - رقم يفوق ميزانيات وزارات كاملة في دول أخرى. "هذه الصفقة ستعيد تعريف مفهوم الرعاية الصحية المتكاملة في المنطقة"، كما صرح د. عبدالله الصحي، استشاري إدارة المستشفيات. وسط هذا الزخم، تروي أم سارة، مريضة السكري، مخاوفها: "أتساءل إن كانت التحاليل ستصبح أغلى، لكنني متفائلة بتحسن الخدمة."
يأتي هذا الاستحواذ كجزء من موجة عارمة تجتاح القطاع الصحي السعودي ضمن رؤية 2030، مذكراً بـ اندماج شركات النفط الكبرى في السبعينات لكن هذه المرة في مجال الصحة. الخبراء يتوقعون نمواً بنسبة 30% في السوق خلال العامين القادمين، مدفوعاً بالطلب المتزايد على الخدمات المخبرية والتشخيصية. هذا التحول الجذري، كما يصفه المحللون، "بقوة تسونامي يعيد تشكيل شواطئ القطاع الصحي السعودي"، يضع الحمادي في موقع متقدم لتحقيق عائدات استثنائية.
التأثير على حياة المواطنين اليومية سيكون ملموساً، حيث يتوقع المختصون تحسناً في سرعة التحاليل الطبية وتنوع الخدمات، بينما يحذر البعض من احتمالية ارتفاع الأسعار. أحمد التقني، موظف في شركة وريد، يشاركنا تفاؤله: "نتوقع تطويراً هائلاً في الأنظمة والخدمات بعد ضخ هذه الاستثمارات الضخمة." في المقابل، يرى د. محمد الاستثماري، المحلل المالي الذي توقع هذا النمو مبكراً، فرصة ذهبية: "من ضاعف استثماراته في القطاع الصحي هذا العام سيحصد ثماراً مذهلة."
مع انتهاء توقيع الاتفاقية وسط أصوات أجهزة التحاليل الطبية في معامل الشركتين، تبقى الأسئلة الكبرى معلقة: هل ستكون هذه بداية عصر ذهبي للطب السعودي بخدمات أفضل وأسعار تنافسية؟ أم أن التركز المتزايد في القطاع قد يؤثر على إمكانية وصول المرضى للرعاية؟ الوقت وحده سيكشف ما إذا كانت صفقة الـ113 مليون ريال ستحقق وعودها بتطوير منظومة صحية متكاملة، أم أنها مجرد خطوة أولى في مسلسل استحواذات أكبر قادم.