الرئيسية / شؤون محلية / تاريخي: ولي العهد يترأس مجلس الوزراء في الشرقية لأول مرة.. والجلسة الأولى منذ 6 سنوات!
تاريخي: ولي العهد يترأس مجلس الوزراء في الشرقية لأول مرة.. والجلسة الأولى منذ 6 سنوات!

تاريخي: ولي العهد يترأس مجلس الوزراء في الشرقية لأول مرة.. والجلسة الأولى منذ 6 سنوات!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 03 ديسمبر 2025 الساعة 09:35 صباحاً

في خطوة تاريخية لم تحدث منذ 19 عاماً، عادت القيادة السعودية إلى المنطقة الشرقية لترأس أهم اجتماع حكومي خارج العاصمة. للمرة الأولى في تاريخ المملكة، يترأس ولي العهد محمد بن سلمان جلسة مجلس الوزراء في قلب الشرقية الاقتصادي، في إشارة قوية إلى بداية مرحلة جديدة من اللامركزية واتخاذ القرارات على أرض الواقع. المنطقة التي انتظرت 5 سنوات كاملة لتستقبل مجلس الوزراء مرة أخرى، تشهد الآن لحظة فارقة قد تعيد تشكيل خريطة التنمية الوطنية.

الأرقام تحكي قصة مذهلة من الندرة والأهمية: 5 جلسات فقط في 18 عاماً، بمعدل جلسة كل 4 سنوات تقريباً، مما يجعل كل انعقاد حدثاً استثنائياً ينتظره الملايين. د. سارة الغامدي، الخبيرة الاقتصادية، تؤكد: "هذه الجلسة تؤكد أن المنطقة الشرقية هي قلب الاقتصاد النابض، وحضور ولي العهد شخصياً رسالة واضحة بأن القرارات الكبرى ستُتخذ حيث يتم تنفيذها." أحمد العتيبي، موظف في أرامكو، يصف مشاعر سكان المنطقة: "كنا نشعر أحياناً أن قراراتنا تُتخذ بعيداً عنا في الرياض، واليوم نشعر أننا في المركز."

تاريخ هذه الجلسات يروي حكاية تطور المملكة عبر عقدين من الزمن. بدأت الرحلة عام 2006 في عهد الملك عبدالله عندما كانت المملكة تعيد هيكلة قطاعاتها الاقتصادية، تلتها جلسة 2009 مع تسارع مشاريع الطاقة والصناعة. الجلسة الثالثة عام 2016 جاءت متزامنة مع إطلاق رؤية 2030 المحورية، بينما شهدت جلسة 2019 عصر المشاريع العملاقة. د. خالد الصالح، أستاذ العلوم السياسية، يحلل: "هذا التوجه يعكس فلسفة جديدة في اللامركزية الإدارية، حيث تنتقل القيادة إلى المناطق بدلاً من استدعائها للعاصمة، مثل طبيب يزور مريضه في منزله بدلاً من انتظاره في العيادة."

الآثار على الحياة اليومية تبدأ من اليوم، حيث يتوقع خبراء الاقتصاد إعلان مشاريع تنموية جديدة وفرص استثمارية واعدة. فاطمة الخالد من الدمام تشارك انطباعاتها: "رأيت الاستعدادات منذ أيام، المنطقة كلها تتحدث عن هذا الحدث والجميع متحمس لما سيُعلن." سوق العقارات شهد حراكاً ملحوظاً، والقطاع الخاص يترقب فرصاً ذهبية للشراكة مع الحكومة. التحدي الأكبر سيكون في إدارة التوقعات المرتفعة وتحقيق التوازن بين احتياجات المناطق المختلفة، لكن الفرصة سانحة لجذب استثمارات أجنبية ضخمة وتطوير قطاعات جديدة غير نفطية.

تُرسل هذه الجلسة التاريخية رسالة قوية مفادها أن المرحلة الثالثة من التنمية الوطنية انطلقت بقيادة جديدة وأساليب مبتكرة. الاستثمار في المناطق لم يعد مجرد شعار، بل استراتيجية حكومية واضحة، والمنطقة الشرقية تقود هذا التحول بوصفها البوابة الاقتصادية للمملكة. هل تشهد الشرقية ميلاد عصر جديد من النهضة الاقتصادية يحولها إلى مركز عالمي للطاقة والصناعة؟

شارك الخبر