في تطور جيولوجي مثير للقلق، شهدت منطقة الشرق الأوسط خلال 24 ساعة فقط زلزالين منفصلين بقوة إجمالية 9.1 درجة على مقياس ريختر - الأول هز مياه الخليج العربي بقوة 4.1 درجة، والثاني ضرب المياه قرب جزيرة كريت اليونانية بقوة 5 درجات. للمرة الأولى منذ خمس سنوات، تشهد هذه المناطق الاستراتيجية نشاطاً زلزالياً متزامناً يثير تساؤلات الخبراء حول احتمالية وجود ترابط جيولوجي خفي بين الحدثين.
أكدت الهيئة المساحية الجيولوجية السعودية عدم تسجيل أي تأثيرات ملحوظة داخل حدود المملكة، مشيرة إلى أن شبكتها المتكاملة من المحطات المنتشرة في جميع أنحاء البلاد رصدت الهزة فور حدوثها. من جهته، روى أحمد العتيبي، صياد من الدمام: "شعرت بهزة خفيفة وأنا في قاربي، لكن ظننتها موجة قوية حتى سمعت الخبر لاحقاً". الأرقام تكشف حقيقة مذهلة: رغم أن الفرق بين 4.1 و5 درجات يبدو ضئيلاً، إلا أن زلزال كريت أطلق طاقة أكبر بعشر مرات من زلزال الخليج - ما يعادل انفجار 32 طناً من مادة TNT.
تقع كلا المنطقتين ضمن الحزام الزلزالي النشط الذي يمتد عبر شرق المتوسط والخليج العربي، حيث تتحرك الصفائح التكتونية باستمرار. د. سارة الأحمدي، خبيرة الرصد الزلزالي، توضح أن "التوقيت المتزامن لهذين الزلزالين مثير للاهتمام علمياً، لكنه لا يشير بالضرورة إلى علاقة مباشرة". المعهد الوطني للأبحاث الفلكية المصري أكد أن زلزال كريت، الذي حدث على عمق 45.90 كيلومتر غرب الجزيرة، لم يسفر عن أي إصابات أو أضرار، ولم تصل تقارير عن شعور المواطنين بالهزة.
ما يثير القلق أكثر هو تأثير هذه الأحداث على المناطق الساحلية الحيوية، خاصة مع تحذيرات الدليل الإرشادي المصري من تعرض مدن الساحل الشمالي ورشيد والإسكندرية ودمياط لمخاطر زلزالية محتملة. فاطمة محمد، مقيمة بالساحل الشمالي، تعبر عن قلقها: "رغم أننا لم نشعر بشيء، إلا أن سماع خبر زلزالين في يوم واحد يجعلني أفكر في مراجعة خطة الطوارئ العائلية". الخبراء يؤكدون أن الاستثمار في تقنيات الرصد المتقدمة والتحديث المستمر لبروتوكولات السلامة أصبح ضرورة حتمية، خاصة مع توقع استمرار النشاط الزلزالي الدوري في هذه المناطق الجيولوجية النشطة.
رغم طمأنة الجهات الرسمية وعدم تسجيل أضرار، يبقى السؤال الأهم: هل نحن مستعدون حقاً لما قد تخفيه الأرض تحت أقدامنا من مفاجآت أكبر؟ الحدثان يذكراننا بأهمية التأهب المستمر ومتابعة التحديثات الرسمية، فالطبيعة لا تحذر قبل أن تظهر قوتها الحقيقية. النصيحة الذهبية: راجعوا خطط الطوارئ الشخصية وتأكدوا من جاهزية حقائب النجاة - فالاستعداد هو الخط الأول للدفاع ضد غضب الأرض.