في تطور تاريخي يهز العالم الإسلامي، شهدت مدينة جدة اليوم توقيع اتفاقية استثنائية بين قطر والسعودية لموسم حج 1447هـ، بمشاركة 270 جهة دولية تعمل على إحداث نقلة نوعية في خدمة ضيوف الرحمن. للمرة الأولى في التاريخ، يتم توقيع اتفاقية شاملة قبل 8 أشهر من موسم الحج، مما ينذر بثورة حقيقية في تجربة أداء المناسك. الخبراء يؤكدون: هذه الاتفاقية ستغير وجه الحج إلى الأبد.
وقع غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف القطري مع نظيره السعودي د. توفيق الربيعة هذه الاتفاقية التاريخية التي تشمل تسهيل جميع إجراءات الدخول والخروج عبر كافة المنافذ السعودية. فاطمة العبدالله، حاجة قطرية، تصف إثارتها: "شعرت بطمأنينة لا توصف عندما علمت بالخدمات الجديدة، كأن عبئاً ثقيلاً رُفع عن كاهلي". الاتفاقية تضمن خدمات متطورة في النقل والإعاشة والسكن، بمشاركة 225 متحدثاً من خبراء الحج العالميين و80 جلسة حوارية متخصصة.
تأتي هذه الخطوة التاريخية كثمرة لنجاح بعثة الحج القطرية في موسم 1446هـ، حيث أشاد الوزير السعودي بـ"مستوى الانضباط والتنظيم المتميز" للحجاج القطريين. كما كان الحج قديماً رحلة شاقة تستغرق أشهراً، أصبح اليوم تجربة ميسرة بفضل رؤية السعودية 2030 لتطوير خدمات الحج. د. محمد الهاشمي، خبير في شؤون الحج، يؤكد أن "هذه الاتفاقية تمثل نموذجاً يحتذى به عالمياً في التعاون الديني". التنسيق بين البلدين يتدفق كأنهار الخير المتدفقة نحو بيت الله الحرام.
ستنعكس ثمار هذه الاتفاقية مباشرة على حياة المسلمين القطريين، حيث ستسهل اتخاذ قرار الحج لآلاف الأسر التي كانت تتردد بسبب المخاوف اللوجستية. أحمد المري، الذي عانى العام الماضي من صعوبات في النقل، يقول بامتنان: "أشعر الآن بثقة كاملة في التخطيط لرحلة العمر". الاتفاقية تتضمن تطبيق البطاقة الصحية لضمان سلامة الحجاج، مع 60 ورشة عمل متخصصة لتدريب العاملين. خالد السليطي، مرافق حجاج، شهد على "التطوير المذهل في كل تفصيلة من تفاصيل الخدمة".
تمثل هذه الاتفاقية بداية عصر جديد في تنظيم الحج العالمي، حيث تضع نموذجاً متقدماً قد يحتذي به العالم الإسلامي. مع مشاركة 270 جهة دولية - أكثر من عدد الدول المشاركة في الأولمبياد - تتجه الأنظار نحو موسم حج 1447هـ كنقطة تحول تاريخية. على المهتمين بأداء فريضة الحج المبادرة بمتابعة التطورات والاستعداد للتسجيل المبكر. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل نحن أمام ثورة حقيقية ستجعل الحج تجربة روحانية لا تُنسى؟
