في خطوة استراتيجية تؤثر على مستقبل 200 ألف طالب وطالبة، أصدر معالي وزير التعليم قرارات تعيين حاسمة تضع الأحساء وجدة في مقدمة المناطق التعليمية المتطورة. من بين آلاف المرشحين، اختارت الوزارة اثنين فقط لقيادة أكبر محافظة منتجة للنفط وأهم مدينة ساحلية في المملكة، في قرار يدخل حيز التنفيذ فوراً استعداداً لموسم تعليمي حاسم.
الأستاذ طواشي بن يوسف الكناني، الذي تولى مهامه كمدير عام للتعليم بالأحساء، يحمل على عاتقه مسؤولية تعادل إدارة مدينة بحجم الدمام من ناحية عدد المستفيدين. "لم أتوقع هذا التشريف العظيم"، يقول أحمد العتيبي، معلم رياضيات بالأحساء، معبراً عن مشاعر الترقب التي تملأ قاعات المدارس، بينما تصدح أصوات التهاني في أروقة إدارة التعليم، وتفوح رائحة القهوة العربية من مكاتب الاستقبال التي تشهد حركة استثنائية.
هذه التعيينات تأتي ضمن استراتيجية طموحة لوزارة التعليم لتحقيق أهداف رؤية 2030، حيث شهدت السنوات الأخيرة سلسلة من التعيينات الإدارية المتميزة التي أحدثت نقلات نوعية في مناطق مختلفة من المملكة. الدكتور عثمان بن محمد مسملي، الذي تسلم منصب مساعد المدير العام للشؤون التعليمية بجدة، يجلب معه خبرة عملية واسعة تبشر بتطوير شامل للمنظومة التعليمية. "مثل تعيين طه حسين عميداً لكلية الآداب، هذه التعيينات تمثل نقلة في الفكر التعليمي"، كما يؤكد المختصون في الشأن التربوي.
الأثر الحقيقي لهذه القرارات سيصل إلى كل فصل دراسي، حيث تتطلع سارة الزهراني، مديرة مدرسة بجدة، لرؤية تحسينات ملموسة في البرامج التربوية والأنشطة التعليمية. "قوة التأثير كموجة تسونامي تعليمية ستصل لكل طالب وطالبة"، تقول فاطمة الأحسائية، ولية أمر، وهي تتلمس الأوراق الرسمية الجديدة التي تحمل أسماء القيادات الجديدة. التوقعات عالية لرؤية برامج مبتكرة وتطوير مهني شامل للمعلمين، مع فرص استثنائية لتعزيز التقنية في التعليم وبناء شراكات استراتيجية جديدة.
بينما تشهد مكاتب إدارة التعليم في المنطقتين حركة استثنائية استعداداً للمرحلة الجديدة، تبقى الأنظار متجهة نحو النتائج الملموسة التي ستظهر خلال الأشهر القادمة. هذان التعيينان الاستراتيجيان يعكسان ثقة الوزارة المطلقة في الكفاءات الوطنية لقيادة التحول التعليمي المنشود. هل ستشهد الأحساء وجدة نقلة تعليمية حقيقية تليق بتطلعات رؤية 2030، وتضعهما كنماذج رائدة للتميز التعليمي في المملكة؟
