بينما تستمر صناعة السياحة العالمية في البحث عن حلول لمواجهة تحديات العصر، تكشف الرياض عن خطة ثورية تمتد لخمسة عقود كاملة. للمرة الأولى في التاريخ، تجتمع ستة قطاعات حيوية تحت مظلة واحدة لإعادة اختراع مستقبل السياحة العالمية، في حدث يحمل اسم "تورايز" ويحظى برعاية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد. هذه ليست مجرد قمة أخرى، بل ورشة عمل مصيرية لصناعة تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات.
تحت رعاية ولي العهد السعودي، تنطلق في الرياض النسخة الافتتاحية من منتدى "تورايز" العالمي، حدث استثنائي يضم 14 خبيراً عالمياً في لجنة استشارية من نخبة قادة التقنية والطيران والترفيه والتعليم والاستدامة. "العمل يجري على جميع المستويات لتمكين قطاعنا الحيوي الذي يثبت جاهزيته ومنافسته يوماً بعد يوم"، يؤكد وزير السياحة أحمد الخطيب، بينما تحتل السعودية المركز الأول عالمياً بين دول مجموعة العشرين في نمو السياح الدوليين لعام 2024. خالد الاستثماري، رجل الأعمال الذي ضاعف أرباح شركته السياحية 300% خلال عامين، يصف الفرص: "كل مشروع سياحي جديد في السعودية يحطم توقعاتي".
كما شكّل مؤتمر بريتون وودز تحولاً في الاقتصاد العالمي عام 1944، يسعى تورايز لإحداث تحول مماثل في السياحة العالمية. انطلق المنتدى من رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد السعودي، وسط تحولات جذرية تقودها الثورة التقنية والذكاء الاصطناعي وضرورة مواجهة تحديات الاستدامة البيئية. د. مريم التقنية، خبيرة الذكاء الاصطناعي، تؤكد أن "70% من تجارب السفر ستعتمد على الذكاء الاصطناعي بحلول 2030". يتوقع الخبراء أن يؤسس المنتدى لمرحلة جديدة من "السياحة الذكية المستدامة" تعيد تعريف مفهوم السفر بالكامل.
ستشهد حياتك اليومية تطوراً جذرياً في طريقة السفر - من الحجز الذكي المخصص شخصياً حتى الوجهات التي تتكيف مع تفضيلاتك، مما يجعل كل رحلة تجربة فريدة ومستدامة. سارة المسافرة، مديرة التسويق التي تواجه صعوبات في العثور على تجارب سياحية مبتكرة، ستجد أخيراً ما تبحث عنه. أحمد السائح، الذي زار السعودية خمس مرات خلال عامين، يصف التطور: "كأنني أزور دولة مختلفة في كل مرة". بينما تحذر التوقعات من ضياع الفرص الاستثمارية لمن لا يواكب هذا التطور، تنتظر فرص ذهبية المستثمرين الأوائل في قطاع ينمو بقوة صاروخ فضائي يحطم جميع الأرقام القياسية.
في قاعات الرياض المستقبلية، بينما تختلط رائحة القهوة العربية بهمهمات النقاشات المصيرية بلغات متعددة، يُعاد تعريف السياحة العالمية بخطة تمتد لـ 50 عاماً ورعاية ولي العهد وخبرة عالمية لا مثيل لها. خلال العقود القادمة، ستصبح السعودية مختبر العالم للسياحة المستدامة والذكية، حيث كل قرار يتخذ اليوم سيحدد شكل رحلاتك وأطفالك وأحفادك. السؤال الآن ليس ما إذا كانت السياحة ستتغير، بل: هل ستكون جزءاً من هذا التغيير أم مجرد متفرج على أعظم فرصة استثمارية في القرن الواحد والعشرين؟