في حدث تاريخي هز العاصمة السعودية اليوم، كشف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر عن استثمارات أسطورية بقيمة 38.1 مليار ريال تعيد تشكيل وجه الرياض للأبد. 181 مشروعاً ضخماً ينطلق دفعة واحدة ليحقق ما لم تحققه أي دولة من قبل: تسجيل موقعين جيوبارك عالميين في منظمة اليونيسكو خلال عامين فقط، في إنجاز يضع المملكة على خريطة الاستدامة العالمية.
المشهد في قصر الإمارة كان صاعقاً حين أعلن سمو الأمير تدشين 82 مشروعاً بقيمة 9.8 مليار ريال ووضع حجر الأساس لـ99 مشروعاً إضافياً بتكلفة 28.3 مليار ريال. "نقلة نوعية نحو تحقيق الاستدامة البيئية والمائية"، هكذا وصف سموه هذا التحول الجذري الذي سيمس حياة 8 ملايين نسمة في المنطقة. معالي الوزير عبدالرحمن الفضلي أكد بفخر: "هذه المشروعات تعكس الدعم غير المحدود من القيادة الرشيدة"، فيما يستعد خالد السلمي، مقيم في شرق الرياض، لحياة جديدة: "كنت أعاني من انقطاع المياه، والآن سأحصل على خدمة مضمونة 24 ساعة."
جذور هذا الإنجاز التاريخي تعود لرؤية 2030 الطموحة التي حولت التحديات لفرص ذهبية. تنامي عدد سكان العاصمة وتحديات ندرة المياه دفعا القيادة الرشيدة لاتخاذ قرارات جريئة غير مسبوقة. الاستثمار الحالي يفوق ميزانيات دول كاملة، ويضع السعودية في موقع الريادة العالمية بمجال الاستدامة. مشروع "شمال الرياض جيوبارك" الذي يغطي 3 آلاف كيلومتر مربع - مساحة تعادل 4 أضعاف سنغافورة - سيصبح متحفاً طبيعياً يحكي تاريخ الأرض عبر مئات ملايين السنين.
تأثير هذه المشاريع سيطال كل بيت في الرياض خلال الشهور القادمة. 520 ألف شتلة جديدة ستحول المشهد الصحراوي لواحات خضراء، بينما ستنخفض فواتير المياه وتتحسن جودتها بشكل ملحوظ. د. سعد النماء، مزارع في الزلفي، يتطلع للمستقبل بحماس: "مشاريع الري الحديثة ستوفر 60% من استهلاك المياه وتضاعف الإنتاج." أحمد المغربي، عاشق السياحة البيئية، يخطط لرحلته القادمة: "شمال الرياض جيوبارك سيكون وجهتي لاستكشاف تاريخ الأرض." فرص العمل في القطاع الأخضر تتزايد يومياً، والاستثمارات العقارية في مناطق المشاريع تشهد انتعاشاً غير مسبوق.
هذا التحول التاريخي يضع الرياض على خريطة المدن المستدامة عالمياً، ويحقق حلم الاكتفاء المائي خلال 5 سنوات. القطار الأخضر انطلق بقوة، والاستثمار في هذا المستقبل المشرق بات ضرورة لا خيار. 181 مشروعاً يعني مشروعاً جديداً كل يومين - وتيرة تنمية لم يشهدها العالم من قبل. السؤال الآن: هل ستكون جزءاً من هذا التحول الحضاري الذي يعيد كتابة قصة العاصمة السعودية، أم ستشاهد التاريخ وهو يُصنع من بعيد؟