150 مليار دولار تحركها قطع الشطرنج العسكرية في أكبر تمرين سعودي-أميركي بينما تتدرب القوات السعودية لأول مرة في قلب الصحراء الأميركية على سيناريوهات لم تكشف عنها من قبل. وبينما تتسارع التطورات الإقليمية، تكتب السعودية وأميركا فصلاً جديداً من التحالف العسكري.
انطلقت مناورات "كوينسي-1" التي تحاكي أخطر السيناريوهات الإقليمية في بيئة صحراوية مشابهة للواقع، حيث شهدت قاعدة فورت إيروين العسكرية تدريبات مكثفة على مساحة 2,400 كيلومتر مربع. أوضح مصدر في وزارة الدفاع أن هذه التدريبات تعيد تعريف مفهوم التحالف العسكري. موجة من الثقة اجتاحت الأوساط العسكرية والاستثمارية، في حين أكد العقيد سالم الحربي، الخبير التكتيكي، أن استراتيجيات جديدة تم تطويرها خلال هذا التمرين.
التعاون العسكري بين السعودية وأميركا ليس وليد اللحظة، بل هو تاريخ يمتد لعقود في مواجهة التحديات المشتركة. التطورات الإقليمية المتسارعة ورؤية السعودية 2030 للاكتفاء الذاتي الدفاعي كانت عوامل مؤثرة في تحفيز هذا التعاون، كما ساهمت تدريبات مثل "درع الخليج" و"عاصفة الحزم" في ترسيخ هذا التحالف. ووفقاً لخبراء الأمن القومي، تعتبر هذه المناورات نقطة تحول في القدرات العسكرية الإقليمية.
على صعيد التأثير اليومي، تعززت ثقة المواطنين بحس الأمان وتزايدت الفرص الاستثمارية في القطاعات الدفاعية والتقنية. ومن المتوقع أن تؤدي هذه المناورات إلى تطوير صناعة دفاعية محلية وخلق آلاف فرص العمل المتخصصة. بينما رحبت دول الخليج والعالم العربي بهذه الخطوة، أعربت إيران عن قلقها وازداد الاهتمام الدولي بتلك المناورات.
مناورات "كوينسي-1" تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون العسكري الاستراتيجي، مع رؤية مستقبلية بأن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي الدفاعي بحلول 2030. تُعدُّ هذه التطورات دعوة للمتابعة اللصيقة والاستعداد لعصر جديد من الأمن الإقليمي. لكن السؤال يبقى: هل نشهد ولادة قوة عسكرية إقليمية جديدة قادرة على تغيير موازين القوى؟
