في تطور مناخي صادم يهز اليمن، تستعد المرتفعات الجبلية لمواجهة أبرد ليلة هذا الموسم حيث ستنهار درجات الحرارة إلى درجة واحدة مئوية فقط - أقرب ما تكون لنقطة التجمد! أكثر من 10 محافظات يمنية ستستيقظ غداً على طقس أبرد من الثلاجة، بينما يسابق الملايين الزمن لحماية أنفسهم ومحاصيلهم من هذه الموجة القارسة القاتلة.
المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يدق ناقوس الخطر الأحمر، محذراً من طقس "بارد إلى شديد البرودة" سيضرب تسع محافظات رئيسية بقوة عاتية خلال الساعات القادمة. "هذه أبرد ليلة متوقعة هذا الموسم"، تحذر د. فاطمة الجوية، خبيرة الأرصاد، بينما يروي أحمد المزارع من مرتفعات صنعاء قلقه العميق: "محصول القمح الذي تعبت عليه شهوراً قد يتلف في ليلة واحدة". الأرقام مرعبة: درجات حرارة تتراوح بين 1-7 درجات مئوية ستجتاح صنعاء وصعدة وعمران وذمار والبيضاء والضالع وغرب الجوف.
ليست هذه مجرد موجة برد عادية، بل حدث مناخي استثنائي يضعه خبراء الأرصاد في مرتبة "أبرد من موجات البرد في الثمانينيات". الكتلة الهوائية الباردة التي تقترب من اليمن تحمل معها قوة تدميرية هائلة، مدفوعة بالتضاريس الجبلية العالية والموقع الجغرافي الاستراتيجي للبلاد. "ينتشر البرد بسرعة الرياح الجبلية العاتية"، يوضح د. محمد الأرصادي، مؤكداً أن هذه الموجة ستغطي مساحة تعادل نصف مساحة اليمن خلال 24 ساعة فقط.
تحول مفاجئ وصادم في روتين الحياة اليومية لملايين اليمنيين، حيث تسابق العائلات الزمن لشراء المدافئ والملابس الثقيلة، بينما تشهد الأسواق إقبالاً محموماً على الوقود. عائشة الراعية، 38 عاماً، تكافح ضد الوقت لنقل ماشيتها إلى حظائر دافئة: "إذا لم أحمِ الأغنام الليلة، قد أفقد مصدر رزقي الوحيد". أصوات الماشية تطلب الدفء تتردد في أنحاء المرتفعات، بينما تتكاثف الأنفاس البيضاء في الهواء البارد الذي يشبه "ثلاجة مفتوحة في منتصف الليل". المزارعون في حالة طوارئ قصوى، وكبار السن والأطفال الأكثر عرضة للخطر.
الساعات القليلة القادمة ستحدد مصير محاصيل وأرواح الملايين. المركز الوطني للأرصاد يناشد المواطنين اتخاذ تدابير عاجلة فورية: حماية المحاصيل الزراعية، إيواء الماشية والدواجن في أماكن دافئة، والاهتمام الخاص بكبار السن والأطفال. الوقت ينفد بسرعة البرق، والتوقعات تشير إلى عودة تدريجية للطقس المعتدل، لكن الليلة القادمة ستكون الأصعب والأخطر. هل أنت مستعد لمواجهة أبرد ليلة في تاريخ هذا العام؟