استثمارات بالمليارات تتحدى التعقيدات!
في إطار تحول غير مسبوق، وتماشياً مع رؤية 2030، تتأهب شركات سعودية لضخ مليارات الدولارات إلى سوريا في محاولة طموحة لتحويل البلاد إلى قوة اقتصادية مزدهرة. هذا يأتي في سياق محوري حيث تستعد الرياض لإعادة تشكيل خريطة الاقتصاد الإقليمي بعد 13 عامًا من الحرب المدمرة. لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: هل ستتكلل هذه الجهود بالنجاح رغم التحديات القانونية الأمريكية؟
شركات مثل "أكوا باور" وعمالقة الاتصالات السعودية تصطف لدخول السوق السورية بآفاق استثمارية تعد بالأرباح الطائلة. الأرقام تتحدث عن مليارات ستُستثمر خلال السنوات الخمس المقبلة في قطاعات الطاقة والاتصالات والبنية التحتية. يقول "د. عبدالله الاقتصادي": "نتحدث هنا عن فرصة ذهبية لتغيير ملامح اقتصاد المنطقة بأكملها". محمد الحلبي، المهندس السوري الذي فقد عمله ومنزله خلال الحرب، يعلق آماله على هذه المبادرات لعلها تكون بداية جديدة.
خلف الأفق الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط، يبرز الدور الريادي للسعودية في إعادة إعمار منطقة عانت طويلاً من ويلات الحرب. مثلما حدث في "مشروع مارشال" بإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، تضع السعودية رؤية جريئة لتحقيق تحول اقتصادي مشابه في سوريا. الاقتصاديون يتوقعون تحركاً جباراً لكن دونالد ترامب والإدارة الأمريكية، رغم وعودهم، ما زالوا يواجهون عقبات قانونية من الكونغرس.
ورغم التفاؤل السعودي السوري، يبقى الوضع المقرون بالعقوبات الأمريكية تحديًا يجب التعامل معه بحذر. ردود الأفعال متباينة بين التفاؤل الحذر من الجانب السوري والقلق الأمريكي من التأثيرات الإقليمية للنهوض السوري المتسارع. فاطمة الدمشقية، ربة المنزل التي تحلم بعودة وطنها، تعبر عن توقعاتها: "ننظر بشغف إلى اليوم الذي تتحول فيه السحابات الدكناء إلى مشاريع ناصعة".
مع تزايد الحديث عن موجة استثمارية جديدة في سوريا، يُطرح السؤال: هل ستكون هذه التجربة السعودية فرصة نادرة لتحويل دمشق إلى "دبي الشام"؟ على المستثمرين العالميين الاستعداد جيداً للمشاركة في إحدى أبرز الفرص الاقتصادية في العقد القادم، مع ضرورة متابعة تطورات الوضع عن كثب.