الرئيسية / شؤون محلية / جسر باب المندب: كيف يمكن لمشروع بـ20 مليار دولار تحويل اليمن من منطقة صراع إلى مركز تجاري عالمي؟
جسر باب المندب: كيف يمكن لمشروع بـ20 مليار دولار تحويل اليمن من منطقة صراع إلى مركز تجاري عالمي؟

جسر باب المندب: كيف يمكن لمشروع بـ20 مليار دولار تحويل اليمن من منطقة صراع إلى مركز تجاري عالمي؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 29 أكتوبر 2025 الساعة 03:15 مساءاً

أعلنت مصادر اقتصادية متخصصة أن مشروع جسر باب المندب العملاق بتكلفة تقديرية تصل إلى 20 مليار دولار، يحمل إمكانات تحويلية استثنائية قادرة على نقل اليمن من منطقة صراع مستمر إلى مركز تجاري عالمي يربط بين آسيا وأفريقيا. هذا المشروع الاستراتيجي المعروف باسم "جسر القرن الإفريقي" يهدف لإنشاء رابط بري مباشر عبر مضيق باب المندب، ليصبح أحد أهم الممرات التجارية في العالم.

تشير الدراسات الاقتصادية إلى أن المشروع سيحدث نقلة جذرية في خريطة التجارة الإقليمية والدولية. الجسر المخطط له أن يمتد على مسافة 28.5 كيلومتر فوق المياه، مع تصميم متطور يشمل طريقاً سريعاً بستة مسارات وخط سكة حديد بأربعة مسارات، إضافة إلى خطوط نقل الغاز والمياه التي ستعزز التواصل الخدماتي بين القارتين.

الطموح الأكبر للمشروع يتمثل في إقامة "مدينتي النور" على طرفي الجسر، واحدة في الأراضي اليمنية والأخرى في جيبوتي، بمساحة إجمالية تبلغ 2100 كيلومتر مربع. هذا التطوير الحضري الضخم سيشكل مراكز تجارية ولوجستية متقدمة تخدم حركة التجارة العابرة للقارات، مما يضع اليمن في موقع استراتيجي فريد كحلقة وصل رئيسية بين الشرق والغرب.

المختصون الاقتصاديون يؤكدون أن تنفيذ جسر باب المندب سيعزز الربط التجاري بين دول الخليج العربي وأكثر من 16 دولة أفريقية، مما يخلق شبكة تجارية متكاملة تمتد عبر القارتين. هذا الترابط سيحقق اختصاراً كبيراً في المسافات وتقليل زمن نقل البضائع والمسافرين، مما ينعكس إيجابياً على تكاليف النقل والشحن ويعزز كفاءة التبادل التجاري بطرق لم تكن متاحة من قبل.

التأثير التحويلي المتوقع يتجاوز الفوائد الاقتصادية المباشرة ليشمل البعد الجيوسياسي، حيث يحمل المشروع أهمية كبرى في تعزيز الأمن الإقليمي لمنطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي. الخبراء يتوقعون أن يساهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والأمني في منطقة تواجه تحديات متعددة، من خلال خلق فرص عمل واستثمارات ضخمة تنعكس إيجابياً على المجتمعات المحلية وتدفع عجلة التنمية المستدامة.

منذ طرح الفكرة لأول مرة عام 2008، يواجه المشروع تحديات جوهرية يأتي في مقدمتها الوضع الأمني والسياسي المضطرب في اليمن. الصراع المستمر أدى إلى تعطيل إمكانية المضي قدماً في التنفيذ، حيث تحتاج مشاريع البنية التحتية الضخمة إلى بيئة مستقرة ومناخ آمن للاستثمار. كما تشكل التحديات الفنية واللوجستية عقبة إضافية، إلى جانب تحدي التمويل الضخم الذي يتطلب حشد استثمارات كبيرة واتفاقيات تمويل دولية معقدة.

اخر تحديث: 29 أكتوبر 2025 الساعة 05:55 مساءاً
شارك الخبر