نجح نادي الهلال السعودي في تأمين استمرارية نجمه الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش حتى عام 2028، متجاوزاً بذلك إغراءات أندية أوروبية كبرى مثل يوفنتوس وتشيلسي التي كانت تخطط للتعاقد معه بشكل مجاني. يأتي هذا النجاح الإداري ليضع سافيتش في قائمة نخبوية من اللاعبين الأجانب الذين حققوا الاستقرار طويل المدى مع الزعيم.
بتجديد عقده حتى 2028، يقترب سافيتش من معادلة رقم تاريخي ظل صامداً لأكثر من ربع قرن في تاريخ النادي. فمع إكماله للموسم الثالث والدخول في الرابع والخامس، سيصبح ثالث لاعب أجنبي في تاريخ الهلال يقضي خمسة مواسم كاملة مع الفريق، معادلاً بذلك إنجاز المدافع الزامبي إيليجا ليتانا الذي لعب للنادي من 1995 إلى 2000.
تكشف أرقام سافيتش عن مستوى استثنائي من الأداء والتأثير، حيث شارك في 105 مباريات منذ انضمامه من لاتسيو الإيطالي في صيف 2023، مسجلاً خلالها 31 هدفاً وصانعاً 27 تمريرة حاسمة. هذه المساهمات التهديفية البالغة 58 مساهمة مباشرة تعكس قيمته الفنية العالية وتأثيره المباشر على نتائج الفريق في المنافسات المختلفة.
ليتانا، الذي وضع المعيار التاريخي بتحقيقه 11 بطولة خلال فترته الذهبية مع الهلال، يبقى الرقم الصعب الذي يسعى سافيتش لمضاهاته. حتى الآن، حصد اللاعب الصربي 5 بطولات مع النادي: دوري روشن السعودي، كأس الملك، كأس السوبر السعودي مرتين، وكأس موسم الرياض، إضافة إلى المشاركة المميزة في كأس العالم للأندية.
تصريحات سافيتش بعد التجديد تكشف عن عمق الارتباط العاطفي بالنادي، حيث قال: "منذ أول يوم وصلت فيه هنا شعرت بشيء مختلف.. الجمهور، النادي، الروح.. لا يشبهون أي مكان". هذه الكلمات تؤكد نجاح الهلال في خلق بيئة احترافية وعاطفية جاذبة تتفوق على الإغراءات المالية للأندية الأوروبية.
إنجاز سافيتش يكتسب أهمية خاصة في ظل المنافسة الشرسة من أندية أوروبية عريقة كانت تراهن على انتهاء عقده في 2026 للحصول على خدماته مجاناً. نجاح الهلال في تجديد العقد يعكس تطور الاستراتيجية الإدارية للنادي والدوري السعودي في المحافظة على النجوم العالميين.
يتزامن تأمين استمرارية سافيتش مع نجاح مماثل حققه الهلال مع حارس المرمى المغربي ياسين بونو، الذي جدد عقده أيضاً حتى 2028. بونو، الذي خاض 102 مباراة وحافظ على نظافة شباكه في 40 مناسبة، يسير أيضاً نحو معادلة رقم ليتانا التاريخي.
هذا التوجه نحو الاستقرار طويل المدى يمثل تحولاً استراتيجياً في فلسفة إدارة الأندية السعودية، من التركيز على الصفقات الموسمية إلى بناء مشاريع طويلة المدى. هذا النهج يهدف لخلق استقرار فني وإداري يضمن استمرارية التطور والمنافسة على أعلى المستويات محلياً وقارياً.
الرقم القياسي الذي وضعه ليتانا منذ أكثر من عقدين لا يقتصر على مدة البقاء فحسب، بل يشمل الإنجازات المحققة خلال تلك الفترة. مع دخول سافيتش موسمه الثالث بهذا المستوى من الأداء، تزداد التوقعات حول قدرته على كسر حاجز الـ11 بطولة وتحقيق إرث مماثل أو متفوق على سلفه الزامبي.