في لحظة تاريخية هزت أركان هوليوود، وقف أسطورة السينما العالمية توم كروز أمام نخبة صناع السينما في حفل 16th Governors Awards ليعيد تعريف معنى الشغف السينمائي بكلمات بسيطة لكنها صاعقة: "السينما ليست مجرد عمل!" كلمة واحدة أعادت إحياء روح الفن السابع وسط عالم تهيمنه التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مذكرة الجميع بأن وراء كل لقطة سينمائية عظيمة شغف إنساني حقيقي لا يمكن للآلات أن تحاكيه.
بصوت مرتجف من الإثارة والصدق، كشف كروز أن مسيرته التي تمتد لأكثر من 40 عاماً لم تكن مجرد وظيفة، بل هوية حقيقية تشكلت منذ طفولته عندما كان يتسلل لقاعات السينما بأي طريقة ممكنة. "الفن السابع يتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية، يسمح للناس من مختلف أنحاء العالم بالضحك والحلم معاً" قال كروز وسط تصفيق حار هز أركان القاعة. سارة أحمد، خريجة إعلام عمرها 25 عاماً، شاهدت الكلمة عبر اليوتيوب وهي تكافح للحصول على فرصة في عالم السينما: "شعرت وكأنه يتحدث معي مباشرة، أعطاني أملاً جديداً لمواصلة المحاولة."
وكما أثر تشارلي تشابلن على جيله وأعاد تعريف الكوميديا السينمائية، يعيد توم كروز اليوم تأكيد أن العمل الجماعي هو سر السحر السينمائي الحقيقي. الرجل الذي حقق أفلامه أكثر من 7 مليارات دولار من الإيرادات عالمياً، أصر على أن كل نجاح سينمائي هو ثمرة تعاون مئات الفنانين خلف الكواليس من مخرجين وكُتاب ومصممي إنتاج وفِرق الإضاءة والصوت. د. فاروق الشناوي، خبير السينما العربية، علق قائلاً: "كلمات كروز تؤكد أن السينما لغة عالمية موحدة، وأن الشغف الحقيقي لا يعرف حدوداً جغرافية أو ثقافية."
لكن التأثير الحقيقي لهذه الكلمات لن يقتصر على قاعات هوليوود الفخمة، بل سيصل إلى غرف الشباب العرب الذين يحلمون بدخول عالم السينما. أحمد محمود، مخرج شاب عمره 30 عاماً، استطاع مؤخراً إنتاج فيلمه الأول بعد سنوات من المحاولة، يؤكد أن كلمات كروز تعكس حقيقة مهمة: "النجاح في السينما ليس عن الشهرة أو المال، بل عن القدرة على لمس قلوب الناس وإلهامهم." معاهد السينما تتوقع زيادة 40% في طلبات الالتحاق خلال الأشهر القادمة، بينما تشهد منصات مشاركة الأفلام القصيرة نشاطاً متزايداً من المبدعين الشباب المتأثرين بالكلمة.
في نهاية كلمته التي استمرت 12 دقيقة من الشغف الخالص، وجه كروز رسالة للجيل القادم: "دعموا المواهب الشابة، شجعوهم على دخول عالم السينما، لأن مستقبل الفن السابع يكمن في أيديهم." نادية حسن، من محبات أفلام كروز منذ الثمانينات، تؤكد أن كلماته اليوم تحمل نفس الصدق والإلهام الذي رافق مسيرته عبر العقود. السؤال الآن: في عالم تهيمن عليه الشاشات الذكية والمؤثرات الرقمية، هل ما زال للشغف الإنساني الحقيقي مكان في صناعة السينما؟