في 1 ديسمبر 2025، ستنتهي حقبة امتدت لعقود في قلب جدة بقرار حاسم من أمانة جدة بإزالة كافة التشاليح من حي الحمدانية. مئات التشاليح ستختفي في يوم واحد، ليعيش أصحاب هذه التشاليح حالة من الصدمة والقلق. أقل من شهر متبقي قبل التحول الجذري، والمستقبل يحمل في طياته الكثير من التغيرات والإثارة حول هذه النقلة.
تلقت التشاليح الرئيسية في حي الحمدانية إشعارًا نهائيًا من أمانة جدة لإخلاء المنطقة والانتقال إلى الموقع الجديد في مدينة تجميع المعادن جنوب المحافظة مع حلول 1 ديسمبر 2025. في ظل تبعات هذا القرار، يعيش العاملين وأصحاب الأعمال في هذه المنطقة مخاوف جمة من المجهول القادم. وأكد ممثل الأمانة على الأهمية البالغة لهذه النقلة لتسريع وتيرة التطوير الحضري، قائلاً: "إشعار نهائي تمهيداً للنقل للموقع الجديد".
تأتي هذه الخطوة ضمن رؤية المملكة 2030 لتحسين المشهد الحضري والتنظيم الصناعي في جدة، حيث شهدت المدينة نقل عدة قطاعات أخرى سابقًا في إطار الخطط التطويرية. ووفقاً لتوقعات خبراء التطوير الحضري، يمكن لهذه المدينة الجديدة أن تحقق تحويلًا نوعيًا في اقتصاد المنطقة على الرغم من التحديات الانتقالية المتوقعة.
يتوقع أن تحدث تغيرات في الحياة اليومية للعديد من المواطنين في جدة، إذ سيتعين عليهم تغيير وجهتهم للحصول على قطع الغيار. ومع تحسن مظهر الحمدانية ونمو المدينة الجديدة، تبرز الفرص الاستثمارية واضحة، لكن يجب أن تترافق مع تخطيط مسبق ومنهجي لاستغلال هذه التحولات بشكل فعّال. وبينما يرى البعض هذه التحولات فرصة للنهضة، يعبر آخرون عن قلقهم من الإجبار على النقل دون تقديم الخيارات الكافية.
يلقي هذا الانتقال بظلاله على مستقبل قطاع التشاليح في جدة. هل يمكن لمدينة جدة أن تواصل نموها وتطورها لتصبح أكثر حداثة مع هذه النقلة النوعية؟ على أصحاب التشاليح التخطيط فوراً للانتقال في ظل هذه التغيرات، لكن يبقى السؤال النهائي: "هل ستنجح هذه النقلة أم ستكون صدمة لقطاع بأكمله؟"