"في 48 ساعة فقط، تحطمت أحلام 50 عاماً من المفاوضات بين إسرائيل والدول العربية على يد وزير مالية إسرائيلي بجملة واحدة، مما أثار صدمة وقلقاً في جميع أنحاء الشرق الأوسط. الأحداث المتسارعة في الساعات القادمة قد تكون حاسمة لمستقبل المنطقة".
في تطور صاعق، تشهد الحكومة الإسرائيلية صراعاً علنياً حول التعامل مع السعودية بعد تصريحات وزير المالية اليميني المتشدد، بتسلئيل سموتريتش. فقد أثارت تصريحاته العنصرية التي قال فيها "استمروا في ركوب الجمال في الصحراء" غضباً واسعاً، في الوقت الذي أكد فيه زعيم المعارضة يائير لابيد أن "سموتريتش لا يُمثل دولة إسرائيل".
تاريخ طويل من المحاولات لتطبيع العلاقات الإسرائيلية العربية بقي محاصراً بسبب تجاهل الحقوق الفلسطينية الأساسية. التطرف اليميني في الحكومة الحالية يعوق أي فرصة للتقدم. فكما كان الفشل حليفاً لمفاوضات كامب ديفيد الأولى، يتوقع الخبراء تراجعاً كبيراً في احتمالات السلام لسنوات قادمة.
الأحداث الأخيرة تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية لمناطق الشرق الأوسط، إذ تتأثر أسعار النفط والاستثمارات الإقليمية بصورة مباشرة. التحذيرات تتزايد حول خطر تدهور الظروف في المنطقة، في مقابل فرصة ثمينة لوحدة عربية تقف ضد التصريحات العنصرية. ردود الأفعال تباينت بين غضب عربي، إحراج إسرائيلي، وقلق أمريكي.
انقسام إسرائيلي حاد حول التعامل مع الدول العربية، ومستقبل غامض للسلام يلوح في الأفق. بينما تتوالى الأحداث، تبقى الحاجة ماسة للثبات على المبادئ وعدم التنازل عن الحقوق. ويبقى السؤال: "هل ستدفع إسرائيل ثمن تطرف وزرائها؟ أم أن الفرصة الذهبية للسلام قد ضاعت إلى الأبد؟"