الرئيسية / شؤون محلية / منفذ الطوال-حرض.. ثورة تنقل 3 أيام من السفر إلى 3 ساعات فقط وتحيي آمال آلاف المغتربين
منفذ الطوال-حرض.. ثورة تنقل 3 أيام من السفر إلى 3 ساعات فقط وتحيي آمال آلاف المغتربين

منفذ الطوال-حرض.. ثورة تنقل 3 أيام من السفر إلى 3 ساعات فقط وتحيي آمال آلاف المغتربين

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 21 أكتوبر 2025 الساعة 04:15 صباحاً

في تطور لافت يحمل بشائر الأمل لآلاف المغتربين اليمنيين، يشهد منفذ الطوال-حرض الحدودي تحولاً جذرياً يعد بثورة حقيقية في عالم السفر بين المملكة العربية السعودية واليمن، حيث ينتظر أن يختصر رحلة الثلاثة أيام المرهقة إلى مجرد ثلاث ساعات مريحة فقط.

هذا الإنجاز الاستثنائي يمثل نقلة نوعية تاريخية في حياة المسافرين اليمنيين الذين عانوا طويلاً من معاناة الطرق البديلة الشاقة التي تمتد لحوالي 1500 كيلومتر، بينما المسافة عبر منفذ الطوال المطور حديثاً لا تتجاوز 200 كيلومتر فقط. هذا التطوير الشامل للبنية التحتية يعكس التزاماً سعودياً راسخاً بتسهيل التواصل مع الأشقاء اليمنيين وتعزيز الروابط الإنسانية بين الشعبين.

Image

منذ إغلاق المنفذ في عام 2015 بسبب الظروف الأمنية، واجه المواطنون اليمنيون تحدياً حقيقياً في الوصول إلى المملكة للعمل أو زيارة الأقارب، مما اضطرهم لسلوك طرق معقدة ومكلفة تستنزف الوقت والجهد والمال. العمالة اليمنية المقيمة في المملكة كانت تضطر للاكتفاء بزيارة واحدة سنوياً لأوطانها بسبب المشقة والتكلفة العالية للسفر عبر الطرق البديلة الطويلة.

التطوير التقني المتطور الذي شهده منفذ الطوال-حرض يشمل استخدام أحدث تقنيات الفحص والعبور، مع تطبيق منظومة ذكية لإدارة الحركة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة. هذه التحسينات الجذرية مكنت من تحقيق انسيابية غير مسبوقة في حركة المسافرين والبضائع، مما يعكس رؤية المملكة الطموحة في تطوير شبكات النقل مع الدول المجاورة وتحقيق التكامل الإقليمي.

الأثر الاقتصادي الإيجابي للمشروع يتجاوز مجرد تسهيل السفر ليشمل تحريك عجلة التنمية في المناطق الحدودية بشكل ملموس. التجارة البينية بدأت تشهد نمواً متسارعاً نتيجة انخفاض تكاليف النقل وتقليص مدة الشحن من عدة أيام إلى ساعات قليلة، مما يفتح آفاقاً واعدة أمام التجار والمستثمرين في كلا البلدين ويعزز من القدرة التنافسية للمنتجات المتبادلة.

Image

التحول الذي يشهده زمن السفر بنسبة تصل إلى 96% يعكس مدى فعالية الحلول التقنية والإدارية المطبقة في المنفذ الجديد. هذا الإنجاز النوعي جاء نتيجة تخطيط استراتيجي دقيق وتنفيذ احترافي يراعي أحدث المعايير العالمية في إدارة الحدود والمنافذ الدولية، مما يرسخ نموذجاً متقدماً في إدارة المعابر الحدودية يحتذى به على مستوى المنطقة.

الآثار الإنسانية العميقة لهذا المشروع تتجلى بوضوح في قصص لم الشمل التي بدأت تتحقق على أرض الواقع، حيث أصبح بإمكان العامل اليمني المقيم في المملكة زيارة أطفاله ووالديه بشكل منتظم شهرياً بدلاً من الزيارة السنوية الواحدة التي كانت متاحة سابقاً. هذا التطور يقوي الروابط الأسرية والاجتماعية ويحافظ على الهوية الثقافية للمجتمع اليمني، مما يضيف بعداً إنسانياً عميقاً للإنجازات التقنية والاقتصادية للمشروع.

المشاريع المرتبطة بتطوير المنفذ شملت تحسين شبكة الطرق المؤدية إليه وإنشاء بنية خدمية متطورة تستجيب لاحتياجات جميع المسافرين، مع توفير مرافق حديثة تدعم سهولة التنقل والراحة لكافة الفئات. هذا الاستثمار الشامل في البنية التحتية يعكس نظرة مستقبلية لتعزيز التواصل والتبادل بين الشعبين الشقيقين وبناء جسور دائمة للتعاون والتنمية المشتركة في المنطقة.

اخر تحديث: 21 أكتوبر 2025 الساعة 08:00 صباحاً
شارك الخبر