في خلال ساعات قليلة، سيغرق أكثر من مليون يمني في ظلام دامس بعدما أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء في عدن عن توقف كلي وشيك لمنظومة الكهرباء بسبب نفاد الوقود. مدينة كاملة على وشك العودة للقرن الثامن عشر بضغطة زر واحدة إذ إن العد التنازلي بدأ والوقت أصبح ضاغطاً لاتخاذ إجراءات عاجلة. العد التنازلي بدأ: صفر ساعات متبقية قبل الكارثة، والمدينة بأكملها تقف على شفا انهيار كهربائي شامل خلال ساعات.
احتجاز ناقلات النفط القادمة من ميناء الضبة يمنع وصول الوقود لمحطة بترومسيلة، مما يهدد بتوقف التوليد الكلي للكهرباء. تشهد عدن حاليا انقطاعا كهربائيا يزيد عن 12 ساعة يومياً، ويقتصر التشغيل على ساعتين فقط، ما يعرض أكثر من مليون مواطن للمعاناة. "توقف كلي ووشيك لمنظومة التوليد"، أكد مصدر من المؤسسة العامة للكهرباء، ليحتجز المواطنون بين حرارة خانقة وظلام دامس.
أزمة الطاقة في اليمن ليست جديدة، إذ تعاني البلاد بسبب الصراعات المتواصلة منذ سنوات والتوترات السياسية التي تعيق وصول الإمدادات الضرورية. ودأبت المدن الكبرى على تكرار أزمات الكهرباء، محملة بتوقعات خبراء يؤكدون انهيار الخدمات حال تفاقم الوضع وعدم إيجاد حلول سريعة.
الحياة اليومية في عدن تتدهور بشكل ملحوظ، إذ يتوقع توقف المستشفيات وفساد الأطعمة، وانقطاع المياه بفعل هذا الانهيار الوشيك للكهرباء. القلق الشعبي يتنامى، والمناشدات الدولية تتزايد بضرورة التدخل الفوري لاحتواء الكارثة، وتأمين الوقود بسرعة لإنقاذ المدينة. هناك فرص للحلول المبتكرة مثل الاعتماد على الطاقة المتجددة، وسط التحذيرات من الآثار الوخيمة لاستمرار الأزمة.
في الختام، عدن تواجه كارثة كهربائية بكل معاني الكلمة، إذ تتعلق مصائر مليون نسمة بقرارات سياسية عاجلة. على القيادة المحلية والدولية المبادرة بالتحرك لحل الأزمة بأسرع وقت ممكن. هل ستشرق شمس الغد على مدينة عدن، أم ستغرق في ظلام لا يعلم مداه إلا الله؟
