52 يوماً فقط تفصلنا عن تحول قطر إلى جنة خضراء! فبداية من اليوم، ستشهد قطر بداية موسم "الوسمي"، الذي ينتظره القطريون بشغف كل عام. في أقل من شهرين، ستتحول الصحراء القطرية من أرض قاحلة إلى سجادة خضراء تنبت منها أغلى أنواع الكمأة، "فقع الوسمي"، مما يجعل الآن الوقت المثالي للاستعداد لموسم الخير الذي ينتظره القطريون طوال السنة!
يوم 16 أكتوبر ليس يوماً عادياً في الأجندة القطرية، بل بداية لمرحلة تحول مذهلة تمتد لـ52 يوماً. هذه الفترة تعني انخفاضاً ملحوظاً في درجات الحرارة قد يصل إلى 20 درجة، مع ظهور السحب والأمطار التي تزين سماء قطر.
- إدارة الأرصاد الجوية توضح بأن "هطول الأمطار في بدايات الموسم يعد من المؤشرات الإيجابية لموسم مطري واعد". يؤدي هذا إلى تغيير كامل في نمط الحياة اليومية للقطريين، حيث يتحول الطقس إلى مثالي للاستمتاع بالخارج سواء في النهار أو الليل.
مرحلة "الوسمي" ليست وليدة العام الحالي فقط، بل تمتد جذورها إلى التراث العربي العريق. فالدقة في تتبع النجوم والأنواء جعلت الأجداد يعرفون الوقت المثالي للزراعة والقطاف. العوامل الجوية تصبح مشبعة بالحيوية مع تحرك الكتل الهوائية من الشمال والغرب، ما يخلق تفاعلًا خاصًا مع الرطوبة، كما شهد الموسم الماضي أمطارًا غزيرة نمت معها كمأة وفيرة.
- الخبراء يتوقعون موسمًا مثمرًا للعام الحالي أيضاً نظراً للمؤشرات الجوية المبكرة المشجعة.
يغير "الوسمي" وجه الحياة اليومية في قطر. تتحول جداول النوم واليقظة مع ظهور النشاطات الخارجية. هذا الموسم يزدهر فيه قطاع السياحة الصحراوية، وتصبح الكمأة محور التجارة المحلية، ما يعزز من الحالة النفسية والإيجابية لدى الكثير. مع ذلك، تأتي التحديات أيضاً، مثل الحساسية الموسمية والعواصف الرعدية غير المتوقعة، التي تتطلب الاستعداد.
في الختام، يمثل موسم "الوسمي" بداية لحقبة مفعمة بالحياة في قطر، تتخللها تغييرات مناخية وجغرافية تستمر 52 يوماً. مع المؤشرات الإيجابية الحالية، يتوقع الخبراء نجاحًا باهراً للنباتات والكمأة هذا العام، لذا يُنصح بالتجهيز بملابس دافئة ومتابعة نشرات الطقس باستمرار. السؤال الأهم يبقى: هل ستكون مستعداً لاستقبال أجمل أيام في السنة القطرية، أم ستفوت عليك فرصة العمر لتجربة سحر الوسمي؟
