الرئيسية / محليات / صادم: أمطار تعز تملأ الشوارع والمواطنون يصرخون "خففوا أسعار المياه الآن"!
صادم: أمطار تعز تملأ الشوارع والمواطنون يصرخون "خففوا أسعار المياه الآن"!

صادم: أمطار تعز تملأ الشوارع والمواطنون يصرخون "خففوا أسعار المياه الآن"!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 07 أكتوبر 2025 الساعة 12:55 صباحاً

في مشهد يحمل المفارقة والأمل معاً، غمرت مياه السماء شوارع محافظة تعز مجاناً، بينما ما زال التجار يبيعون المياه للمواطنين بأسعار الذهب! هطلت الأمطار الغزيرة أمس لتملأ السواقي والشوارع، وترتفع معها أصوات المواطنين الذين يصرخون عبر مواقع التواصل: "خففوا أسعار المياه الآن!" فهل ستكون رحمة السماء سبباً في إيقاظ الضمائر؟

تحولت شوارع المدينة إلى أنهار صغيرة تتدفق بالمياه، في مشهد لم تشهده تعز منذ شهور طويلة. "أمطار اليوم كفيلة بتخفيف الضغط على مصادر المياه الجوفية"، قال سالم عبدالله وهو يشاهد السواقي تمتلئ بالمياه المتدفقة. أم أحمد، ربة بيت من المدينة، تروي معاناتها: "أنفق 30% من راتب زوجي على شراء المياه، والآن أرى الشوارع مليئة بها مجاناً!" خرير المياه في السواقي يحمل أصداء آمال المواطنين الذين طالما انتظروا هذه اللحظة.

تأتي هذه الأمطار في ظل أزمة مياه مزمنة تضرب المحافظة منذ سنوات الحرب، حيث ارتفعت أسعار المياه بنسبة تقدر بـ 300% خلال فترات الانقطاع الطويل. د. علي المياحي، خبير الموارد المائية، يؤكد أن "الأمطار الأخيرة كافية لتحسين الوضع المائي بشكل ملحوظ"، مشيراً إلى أن كمية المياه المتساقطة تكفي لملء آلاف الخزانات المنزلية. كما حدث في مواسم الأمطار السابقة، كانت الأسعار تنخفض تلقائياً مع تحسن مصادر المياه.

هذه النعمة السماوية تعني تخفيف العبء المالي الثقيل عن كاهل الأسر الفقيرة التي تكافح يومياً لتأمين احتياجاتها من المياه. محمد الحكيمي، أحد ملاك الآبار، أعلن عن قراره تخفيض أسعاره بنسبة 50% استجابة للدعوات الشعبية. النشطاء يرون في هذا فرصة ذهبية للتجار لكسب ثقة المجتمع وإظهار روح التكافل، فيما يحذرون من مغبة استمرار الاستغلال رغم توفر المصدر الطبيعي للمياه.

رائحة التراب المبلل تملأ شوارع تعز، والأمطار تنهمر كالدواء على الأرض العطشى والجيوب الفارغة. الآمال معقودة على أن تكون هذه الأمطار بداية عهد جديد من العدالة في أسعار المياه، وأن يدرك التجار أن الرحمة أجرها أعظم من الربح السريع. السؤال الذي يطرحه الجميع الآن: هل ستكون رحمة السماء سبباً في رحمة القلوب؟

شارك الخبر