275% - هذا هو الفارق الصاعق في سعر الدولار بين مدينتين يمنيتين لا تفصل بينهما سوى ساعات قليلة. في اليمن اليوم، الدولار الواحد يشتري 3.8 مرة أكثر في صنعاء منه في عدن. للمرة الرابعة على التوالي، مدخرات اليمنيين تذوب كالثلج تحت شمس أغسطس الحارقة.
سجلت اسعار العملات أرقاماً قياسية جديدة في التفاوت بين المدن اليمنية، حيث بلغ سعر شراء الدولار في عدن 2098 ريالاً مقابل 542 في صنعاء. المؤشرات المالية تؤكد: التفاوت وصل لمستويات تاريخية. العديد من العائلات تضطر لتغيير أنماط استهلاكها جذرياً لصعوبة التعامل مع الأوضاع الاقتصادية الحالية.
يعود هذا التفاوت الكبير إلى الانقسام السياسي المستمر منذ 2014 الذي قسم البلاد نقدياً بشكل مدمر. تعدد السياسات النقدية والتحكم الجغرافي المختلف ساهم في تفاقم الوضع. يذكرنا بأزمة الاتحاد السوفيتي عند انهياره. محللون يحذرون من كارثة اقتصادية شاملة حالياً.
المواطن البسيط بات غير قادر على شراء ضرورياته الأساسية، حيث أن موجة فقر جديدة ستضرب ملايين اليمنيين. ينصح الخبراء بتجنب التعامل بالريال والتحول للذهب كملاذ آمن. ردود فعل مختلفة تظهر بين غضب شعبي في الجنوب وقلق متزايد في الشمال.
اليمن يعيش كارثة نقدية حقيقية إثر الانقسام السياسي. المؤشرات تنذر بكارثة أكبر إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة. على المواطنين حماية مدخراتهم فوراً قبل فوات الأوان. "كم يوماً أخرى يحتاجها الريال اليمني ليصبح مجرد ورق ملون؟"