بعد 14 عاماً من الحرب المدمرة، تمد السعودية يدها لسوريا في خطوة صاعقة و تاريخية . الرجل الذي يعرف أسرار المنطقة يكشف حقيقة الموقف السعودي الجريء والمفصلي الذي قد يغير وجه الشرق الأوسط. ما هي تفاصيل هذا القرار التاريخي؟ وكيف يؤثر على مستقبل المنطقة؟
في تصريحات حصرية أدلى بها الأمير تركي الفيصل، رئيس جهاز الاستخبارات السعودي الأسبق، خلال ظهوره في برنامج "في الصورة" على تلفزيون "روتانا خليجية"، أعلن فيها عن تقييم المملكة لمسار الرئيس السوري أحمد الشرع. مع 14 عاماً من الحرب و ملايين اللاجئين وقد شهدت سوريا انهيار اقتصادي بنسبة 85%. يقول الفيصل: 'العبرة بالنتائج، ونحن مستعدون لدعم القيادة الجديدة إذا كانت النتائج تصب في مصلحة استقرار المنطقة.'
من خلال مقارنة مباشرة مع تجربة طالبان في أفغانستان، شدد الفيصل على أهمية تقديم نتائج ملموسة للشعب السوري. تاريخ طويل من التوتر بين الرياض ودمشق لا يمكن تجاوزه إلا بالتعاون و التفاؤل الحذر، مشيراً إلى أن المملكة ترى في القيادة الجديدة فرصة للنهضة. الخبراء يتفقون: يجب أن نرى التغيير الفعلي قبل الحكم الكامل.
بسبب هذه التصريحات، يرتفع أمل اللاجئين السوريين في العودة إلى ديارهم، بينما ينشغل التجار بآمال فتح أسواق جديدة. التحذيرات تكمن في ضرورة التحلي بالصبر وعدم التسرع في الأحكام. ردود أفعال المراقبين تشير إلى ترحيب حذر وأمل، ولكن القلق ما زال يحيط بالقوى المعارضة للتقارب.
بطبيعة الحال، الحديث عن سوريا هو حديث عن مفترق طرق تاريخي. في حين يرى البعض أن المستقبل يحمل فرصة لنهضة إقليمية، يخشى الآخرون من خيبة أمل جديدة كتلك التي شهدتها المنطقة في السابق. السؤال يبقى: هل ستنجح هذه المرة؟ أم أننا أمام تكرار لمأساة أفغانستان؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.