6 ملايين ريال في يوم واحد... هذا ما ستضخه حكومة خادم الحرمين في جيوب 13,680 طالباً بالطائف. 438 ريال لكل طالب شهرياً... مبلغ يفوق راتب يومي لعامل بسيط، وكل ذلك غداً الأحد. إنها لحظة لن ينساها آلاف الطلاب والأسر في الطائف، استثمر الحكومة في مستقبل أبنائها الوعد بالتفاصيل سيجعل هذه المرة استثنائية.
في خطوة محورية لتحسين البيئة التعليمية، أعلنت الإدارة العامة للتعليم بمحافظة الطائف عن بدء صرف مكافآت شهر سبتمبر للطلاب والطالبات غدًا الأحد، بإجمالي مبالغ تصل إلى 6 ملايين ريال. وهو رقم يفوق عدد سكان مدينة صغيرة بالكامل. د. سعيد بن عبد الله الغامدي، المدير العام للتعليم بالطائف، أكد على أن هذه الخطوة تأتي كجزء من استراتيجية الوزارة لتعزيز بيئة تعليمية محفزة ورفع معنويات الطلاب. حيث قال: "هذه الخطوة تأتي امتداداً لجهود الوزارة في تعزيز بيئة تعليمية محفزة". وبجوار هذا القرار، روت الطالبة فاطمة انتظارها لهذه المكافأة لشراء كتب دراسية جديدة، وصدى الفرحة الذي ارتسم في البيت.
جذور هذا البرنامج الجوهري تعود إلى استراتيجية وطنية شاملة تدعم الإنسان السعودي، وتهدف إلى تحقيق مستهدفات رؤية 2030. استمرار المملكة في دعم التعليم تجسيد لتحرك تاريخي منذ عهد الملك عبد العزيز. يشير د. محمد العتيبي، خبير تعليمي، إلى أن هذه المكافآت كالمد في شرايين التحفيز للطلاب، متوقعاً تضاعف العدد مستقبلاً ليشمل فئات أوسع. من ناحية أخرى، يعكس البرنامج استثمارًا بعيد المدى لتحقيق مجتمع متعلم وفاعل.
بالإضافة إلى الأثر المباشر الذي ستخلقه هذه المبالغ، فإنها تترك تأثيرًا عميقًا على الحياة اليومية للأسر حيث تزيد من القدرة الشرائية وتتيح مزيدًا من الإنفاق على المستلزمات المدرسية. أم سعد، أرملة معلم متوفى، تشعر بالراحة وهي تعلم بتلقيها المكافأة لدعم ابنها دراسيًا. الفرصة تكمن في الاستخدام الأمثل لهذه الأموال لتعزيز الأداء الأكاديمي، فيما يبقى الخوف من الفقدان إن لم تحسن الإدارة والاستخدام.
يمثل هذا الدعم المتواصل فرصة لتحقيق النجاح الأكاديمي وزيادة الحافز للتعلم، في ظل طموحات المملكة بتحقيق مستهدفات رؤية 2030. هل سيكون هؤلاء الطلاب بناة السعودية الجديدة في المستقبل؟
