في لحظة انتظرتها أكثر من 200 عائلة يمنية بفارغ الصبر، أعلن بنك عدن الإسلامي للتمويل الأصغر رسمياً عن بدء صرف مرتبات شهر سبتمبر لموظفي مطابع الكتاب المدرسي. الخبر الذي جاء كالمطر في الصحراء، أضاء وجوه العائلات التي تعتمد بنسبة 85% على هذه المرتبات في تأمين احتياجاتها الأساسية.
أحمد صالح، الموظف في المطابع منذ 15 عاماً، لم يستطع إخفاء دموع الفرح وهو يتحدث عن اللحظة التي سمع فيها الخبر: "كنت أنتظر هذا اليوم لإجراء العملية الجراحية لابني، والآن أشعر وكأن جبلاً سقط عن كتفي". الإدارة التنفيذية للمطابع أكدت أن ملايين الريالات اليمنية ستضخ في السوق المحلي، مما سيحرك عجلة الاقتصاد في المحافظة.
وفي سياق متصل، تؤكد د. فاطمة الحميري، الخبيرة الاقتصادية، أن انتظام صرف المرتبات يعد حجر الزاوية في الاستقرار الاقتصادي للأسر اليمنية. مطابع الكتاب المدرسي التي تلعب دوراً حيوياً في العملية التعليمية، كانت تواجه تحديات في فترات سابقة بسبب تأخير المرتبات، لكن هذا الإعلان يبشر بعودة الاستقرار لهذا القطاع الاستراتيجي.
مريم أحمد، موظفة المحاسبة في المطابع، تصف المشهد قائلة: "سمعنا صوت ماكينات الطباعة تعمل بنشاط أكبر، ورأينا الابتسامات تعود لوجوه الزملاء بعد انتظار طويل". هذا القرار سيمكن العائلات من شراء الضروريات، دفع الإيجارات، وتأمين تعليم الأطفال، كما سيحفز النشاط التجاري في الأسواق المحلية خلال الأيام القادمة.
بهذه الخطوة الإيجابية، يعيد بنك عدن الإسلامي الثقة في النظام المصرفي ويدعم استقرار قطاع التعليم الحيوي. على الموظفين الآن التوجه للبنك لاستلام مستحقاتهم، مع توقعات بأن تستمر هذه الخدمة وتتوسع لتشمل قطاعات أخرى في المستقبل القريب. السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستكون هذه بداية عهد جديد من الاستقرار المالي لموظفي القطاع العام في عدن؟